الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

فاطمة شَيخ.. وتعليم البنات

فاطمة شَيخ.. وتعليم البنات
د. ثمامة فيصل كاتب وصحفي - الهند

تذكرت بعض الصحف والمجلات الهندية «النزيهة» - مع قلَّتها في هذه الأيام - رائدة تعليم البنات في الهند «فاطمة شَيخ» بمناسبة عيد ميلادها في التاسع من شهر يناير الماضي، علما بأنها لا تزال تعاني من إهمال المؤرخين والكتاب الهنود لدورها، شأنها في ذلك شأن كثير من أعلام الهند وعظمائها.

كانت فاطمة شيخ من رواد تعليم البنات في الهند خلال القرن الـ19 الميلادي، حيث كان تعليم البنات في المجتمع الهندي مخصصاً للطبقات العليا، وكان يُصَنَّف ضمن خانة «المحظورات الاجتماعية» (Taboo) بالنسبة للطبقات الهندية المتخلفة من الهندوس والمسلمين على حد سواء.


كان نظام التعليم الهندي قد تفكك - بشكل عام - في شبه القارة الهندية خلال القرن الـ19 الميلادي بسبب الفوضى السياسية السائدة، وفي تلك الظروف الشَّاقة تحملت امرأتان هنديتان مسؤولية تعليم البنات من الطبقات الهندية المتخلفة، ألا وهما سافيتْرِي بائِي وفاطمة شيخ. ولما اتّخذت سافيتري هذه المبادرة، وأخذت على عاتقها مسؤولية تعليم البنات من الطبقات المهمشة، واجهت أشد مخالفة من المجتمع الهندي؛ وكانت فاطمة هي التي ساندتها وقدمت لها مساعدتها لإنجاح حركتها التعليمية، ورغم كل العقبات والعراقيل تم تأسيس أول مدرسة لتعليم البنات في الهند في بيت فاطمة شيخ.


ومع أن سافيتري حَظيت باهتمام المؤرخين والكتاب والصحفيين الهنود، لم تتلقَ فاطمة شيخ مثلَ هذا الاهتمام الذي كان يليق بها هي الأخرى. وليست فاطمة شيخ هي الشخصية الهندية الوحيدة التي تعرضت لهذا الإهمال والتهميش، بل هناك العديد من الشخصيات الهندية المرموقة التي تتعرض لمثل هذا الإهمال والتغاضي رغم مآثرها الحميدة وإنجازاتها العظيمة، لذا على الغيورين من الكتاب الهنود إحياء أمجاد أسلافهم وتخليد مآثرهم، قبل أن يصبحوا نسياً منْسِيّاً مع مرور الأيام وتقلبات الزمان.