الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أن تكوني امرأة

أن تكوني امرأة
سلامة بن ثاني مدونة ـ الإمارات

قُدر للمرأة أن تخوض صراعها الوجودي في الحياة، لا لذنب اقترفته سوى أنها أنثى، فوجدت نفسها تكابد للحصول على استقلالية القرار في كافة مناحي الحياة، فهي الدرجة الأقل في الجنس البشري والذي لا يتم التعامل معه على أساس إنسانيته وإنما حسْب نوعه الاجتماعي، الذي لا يعترف به كشخص مستقل له القدرة والحق معاً في تقرير مصيره دون تدخل الآخرين.

من هذا المعتقد تولدت الأفكار، وانبثقت منها السلوكيات التي تضطهد المرأة وتعنفها، منذ بدء الخليقة تمثلاً بوأد البنات جسدياً واستمراره معنوياً حتى يومنا هذا، وربما حتى انقضاء البشرية.


بسبب هذا الوضع كان اليوم العالمي للمرأة، والذي بدأ بحراك عمالي نسائي في نيويورك للمطالبة بحقوق المرأة في 1908 ثم اتخذ أشكالاً مختلفة في أوروبا على فترات، وبعد نضال طويل الأمد أقرت الأمم المتحدة في عام 1977 يوم الثامن من مارس يوماً عالمياً للمرأة، يُحتفى فيه بإنجازاتها ويسلط الضوء على قضاياها ويدعمها.


فيوم المرأة إذن لم ينشأ ترفهاً أو حباً وإنما خرج من رحم المعاناة عبر السنين، وإن ما تحقق للنساء لم يكن إلا للجزء اليسير منهن، ففي تقرير حديث نشرته الأمم المتحدة العام المنصرم، أن واحدة من بين كل ثلاث نساء تتعرض للعنف على مستوى العالم.

ولن نغوص بعيداً، ففي عالمنا العربي مثلاً نقرأ كل يوم عن جرائم في حق أمهات مسنات، وفتيات باسم الشرف، وتشويه لزوجات، وتزويج لقاصرات، وتعنيف وتحرش، انتهاء بسلب أبسط الحقوق كالملبس والزواج واختيار التخصص الأكاديمي والمهني، حتى آخر القائمة.

هل أدركتم السر الآن في عدم وجود أيام تحتفي بالرجل، وإن وجدت لا تحظى بالاهتمام أو التوهج ذاته؟