الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.. والخوارزميات

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.. والخوارزميات
سميحة عرفات ـ ميرا الكتبي ـ نور سراج طالبات بمدارس الإمارات الوطنية - أبوظبي

كثيراً ما تجد نفسك مستمراً في مراقبة هاتفك لترى ما إذا كانت تلك «الفاشونيستا» قد نشرت شيئاً!.. وهكذا تنغمس في عالم السوشيال ميديا فتكون مأسوراً دون شعور فتمضي الساعات، تجد كل ما يهمك يظهر أمامك حتى دون أن تبحث عنه.. لكن كيف يحدث ذلك؟

إنها الخوارزميات.. التي تراقب كل تحركاتك في وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجد صورة رمزية لك على شبكة الإنترنت بكل اهتماماتك، وحتى ما لا تحبه، ويتم تحديث هذه الخوارزميات باستمرار، وكلما طالت مدة بقائك مع هاتفك، أصبحت أكثر دقة في كيفية الاستمرار في جذب انتباهك.. والسؤال هنا: كيف تجعلك أكثر إدماناً، وجهازك دائماً غير قابل للمقاومة؟


تعثر هذه الخوارزميات على اهتماماتك ثم ترسلها إليك مرة أخرى، وقد أظهرت دراسة المعضلة الاجتماعية التي نشرت عام 2020 أن الشركات التي تجمع معلومات الشبكات الاجتماعية إنما هي تأخذ فقط ما يقال إنه «متاح للجمهور»، وأنها تتبع فقط القواعد التي وضعها كل موقع من مواقع الشبكات الاجتماعية، وتتضمن تلك المعلومات المتاحة عناوين البريد الإلكتروني الفردية، وعناوين مواقع الويب والاهتمامات والتاريخ المهني، ذلك لأننا نمنح قدراً كبيراً من الثقة لتمرير بياناتنا الشخصية، في حين تتم مراقبة كل ما نفعله عبر الإنترنت لتحديث «الصورة الرمزية» التي تم إنشاؤها من أجلك وتجعلك أكثر إدماناً على جهازك، ثم تباع البيانات المجمعة للمعلنين، وكلما زاد استخدامك لجهازك، زادت الأموال التي يجنونها منه.


وذلك كله له أثر سلبي على صحتنا العقلية والجسدية، حيث أصبح الملايين من الأشخاص مدمنين لوسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر ضار برفاهيتنا، ذلك أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي وزيادة ارتباطنا بالشاشة، وتأثيره على الصحة العقلية والبدنية، والرضا عن الحياة.