الخميس - 22 مايو 2025
الخميس - 22 مايو 2025

سمع الأرض.. وبصرها

سمع الأرض.. وبصرها
عباس ناصر باحث وإعلامي - البحرين

يقولُ العرب لرجل يُريدون وصفه بأنه تائه عن هدفه ولا يدرِي إلى أين يتوجه ولا في أي طريق يسير؛ إنه «خرج بين سمع الأرض وبصرها».. الضياع شر المسافر وغربته الموحشة، والمسافر الذي لا يملك مهارة تحديد الاتجاه لا يهتدي إلى طريق، ولا يصل إلى حيث يصل المسافرون، وفناؤه أقرب من نجاته، وإن تداركته رحمة فكُتبت له نجاة؛ فإنه يصل متأخراً منهكاً، ويمكنُ استعمال هذا الوصف أيضاً للضائع في فهمِ مهمة ما أو الجاهل بأي عمل موكل إليه.

فالمسؤول الذي لا يعرفُ مهامه، ويجهل طبيعة عمله هو ضائع، لا يهتدي إلى الهدف، ولا يصل إلى وجهة.. تائه عن الطريق بلا دليل، وخارج عنه «بين سمع الأرض وبصرها».


لقد ظهرت في السنوات العشر الماضية أدوار جديدة لكثير من الأعمال، وفقاً لتطور المجتمع وتقدمه المتسارع، كما ألغيت العديد من المسميات في كثير من المواقع الإدارية، وبعضها أضيفت إليه مهام أعمق وأشمل، وقد ظهرت أيضاً أعمال جديدة بمسميات جديدة، وبقاء المؤسسة أو فناؤها متوقف على مهارة المسؤول فيها، وما يملك من قدرة على مجاراة التغير والتكيف معه، إذ تكمن القدرة الفاعلة لدى المسؤول في تحديد مواقع التغيير أو مواقع التوسع في الوقت المناسب وبدون تأخير يذكر، وذلك من أجل استمرار عمل المؤسسة وفق أهدافها الموضوعة.


يشهد العالم تغيرات متسارعة نحو عالم أكثر مرونة في صياغة العديد من تجارب النجاح والارتقاء، يثبت فيه ويبرز من يملك فاعلية كبرى في الاستجابة إلى متغيرات التنافسية السوقية، ويحاول جاهداً مواكبتها، والسير على خطاها.. إنه مضمار طويل للسباق إلى حيث يتقدم العالم ويتجدد، ولا مكان في هذا المضمار إلا لمن يملك لياقة إدارية تمكنه من مواصلة المسير في كل المنعطفات لمواكبة التغيرات، فالبقاء للأفضل والأسبق.