الثلاثاء - 20 مايو 2025
الثلاثاء - 20 مايو 2025

بالمنطق وَحْدَهُ

بالمنطق وَحْدَهُ
شهد العبدولي كاتبة وشاعرة وإعلامية - الإمارات

منطقيّاً عندما تسمع كلمة سلبيّة، فإنك تنجرف بمشاعرك لها فيتأثر سلوكك ويصبحُ سلبيّاً، وعندما تتعرض لموقف إيجابي فإن حواسك كلها تتحول إلى إيجابية، لذا يستغرب البعض من موجة الإيجابية والسَّعادة التي تقتحم عالم التواصل الاجتماعي، والتي تعمل في ظاهرها على النهوض بالبشر وتغيرهم، ولكن الأساس في الإيجابية هو الفكر.

أي شيء في هذه الحياة بالأساس يتكون من فكرة، والفكرة عندما تتمركز في القمة فهي تأخذ الدور الأساسي والرئيسي في تكوين المشاعر، إذن، نستنتج أن المشاعر بالأساس تتكون بسبب الفكرة، التي إذا ما دخلت إلى العقل وتمكنت منه فهي لا إرادياً تتحول إلى مشاعر، وبالتالي فإن السلوك الإنساني الظاهر على الشخص يكون نتيجة للفكرة التي تمكنت منه وحركته مشاعره في المقام الأول.


لذلك نجد دائماً أن الأشخاص الأقوياء هم الذين لا يسمحون للأفكار المهزوزة أو التشاؤمية بالتحكم بهم، حتى إن قست عليهم الحياة أو الظروف، فإنهم يترجمون الفكرة إلى شيء آخر بعيد كل البعد عن المشاعر، التي تقودهم إلى سلوك عدواني أو سيئ.


وإذا قمنا بتطبيق نظريتنا بالمنطق على مثال واقعي نجد أن أغلب حالات العنف أو الإدمان أو السرقة أو الكذب كانت في الأساس فكرة، وإذا قارنا هذا المثال بنقيضه في الكفة الأخرى من الميزان، فإننا نجد أن الإنسان الإيجابي قد غذا أفكاره كلها بصورة صحيحة وهذه التغذية أثرت على المشاعر فأصبحت المشاعر تتأثر إيجابياً بمنطق الفكر فيظهر لنا سلوك إيجابي حتى إن كانت الظروف المحيطة غير ذلك، وهذا يختصر كله في «المنطق».

فكَّر معي منطقيّاً عندما تفكر بالأمور الإيجابية بعقلانية وتنظر إليها بعين الرضى، فإنك لا إرادياً توجد مشاعر إيجابية راضية مقتنعة وسعيدة فيكون سلوكك متماشياً مع ما فكّرت به.