الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«حمدان القلب».. يمضي في سكون

«حمدان القلب».. يمضي في سكون
سلامة بن ثاني شاعرة ومدونة ــ الإمارات

رَحَل بهدوء مثلما عاش بهدوء رغم ما صاحب حياته من زخمٍ في الأفعالِ والأحداثِ.. رحل الرجل الذي ارتسمت على وجهه ملامح الحَزْم رغم ما كان يحمله من قلبٍ عطوفٍ، وابتسامة حين تتجَلَّى تكشِفُ عن وَداعة..

رحل الرجل الذي أخذ الحياة على محمل الجدّ، ورغم مسؤولياته الجمة استطاع أن يقودها بخفة يَد.. رَحَل رجل عظيم من رِجالاتِ الأمة كان له في كل ميدان أثر.. الصحة، التعليم، السياسة، الاقتصاد، البترول، التطوير العمراني، الثقافة، الرياضة والتراث وغيره..


ستبكيه اليوم الأرامل والأيتام والمساكين الذين هَمَّهُ أمرهم، فقد كان راعياً لهيئة آل مكتوم الخيرية ورائِداً في الإغاثة الإنسانية، وسيبكيه طُلاَّب العلم الذين خَبَروه جيداً.


حمدان بن راشد، كان الشاهد على بزوغ دولة الإمارات التي تولى حقيبتها المالية وهو لا يزال شاباً (في العام 1971) وحتى النفس الأخير، فكان الحارس الأمين على خزينتها التي ظلت راسخة مع مرّ الأعوام، دَرَس علوم البلديات ببريطانيا فكُلِّف ببلدية دبي فكانت دبي بشكلها الحضاري، رَأَس هيئة الصحة بدبي، فأصبح القطاع الأكثر تطوراً في المنطقة.

حرص على نشر سماحة الإسلام ولغته، وعلى التواصل الإنساني والثقافي بين الأمم، من خلال المشاريع التعليمية والجوائز المشجعة لها، مثل كلية آل مكتوم باسكتلندا للدراسات الإسلامية والعربية التي يؤمها الطلبة من مختلف الأعراقِ والأديان، وكلية الإمام مالك بدبي للشريعة والقانون برسم رمزي ومجاني لدول بذاتها.

كانت نظرته تتخطى حدود الوطن، كانت للإنسانية جمعاء، عمل بإخلاص دون كلل أو ملل ولم يشتكِ يوماً أو يغِب عن أي مناسبة ومحفل، وها هو القلب الذي عاشَ ينبض حُباًّ وعطاءً قد توقف، نحن (أهل دبي) لا نتخيل تفاصيل حياتنا من بعده.

هنيئاً لكَ الشيخ حمدان بن راشد ما قدَّمت، وما أفضيت إليه.