الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حراس التراث في الشارقة.. وإمارات الأمل

حراس التراث في الشارقة.. وإمارات الأمل
حجاج سلامة كاتب ـ مصر

يحقُّ لكل إماراتي وكل عربي، أن يفخر بالدور الريادي الذي تقوم به الشارقة في خدمة الثقافة العربية، ودعم جهود الكتاب والباحثين في شتى المجالات المتعلقة بالثقافة العربية، وصونها ونشرها عربياً وعالمياً.

ومن بين الأدوار المتعددة واللافتة لإمارة الشارقة، ولراعي الثقافة العربية، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، هي تلك الجهود الرامية لإحياء التراث العربي، في الإمارات ومنطقة الخليج وكل أقطار عالمنا العربي.


وفي هذا الإطار يبرز دور معهد الشارقة للتراث، برئاسة الدكتور عبدالعزيز المسلَم، في حفظ التراث الثقافي الإماراتي غير المادي، وصونه وتوثيقه، والتعريف به من خلال مجموعة من البرامج والفعاليات المحلية والدولية، مثل ملتقى الراوي، وأيام الشارقة الثقافية، وملتقى الشارقة للحرف التقليدية، وغير ذلك من الأنشطة التي تغطي كل ما يتعلق بالتراث الثقافي.


ومن خلال اهتمامي بمتابعة الأنشطة العربية المعنية بالتراث والثقافة، فقد بهرتني تلك الأنشطة التي تتواصل حتى في ظل الظروف الصعبة التي فرضتها جائجة كورونا، وهي الأنشطة التي أسهمت في إثراء المشهد الثقافي الإماراتي والعربي والدولي أيضاً.

وقد تأسس معهد الشارقة للتراث، بمرسوم أميري أصدره صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، في عام 2014، ومنذ تأسيس المعهد تتنامى أنشطته يوماً بعد يوم.

وبجانب دوره تجاه التراث الثقافي الإماراتي، فإن دور المعهد يمتد لصون التراث الثقافي الخليجي والعربي أيضاً، وذلك عبر آليات أتاحت الفرصة لجموع الباحثين العرب المعنيين بالتراث في القيام بدورهم تجاه تراث أوطانهم.

وتلعب منشورات معهد الشارقة للتراث، من كتب وأبحاث، دوراً مهماً في توثيق الكثير من أوجه التراث الثقافي الإماراتي والخليجي والعربي، حيث تقوم مجلة «مراود» المعنية بالتراث الثقافي، والتي يصدرها العهد، بدور فاعل وبناء في إثارة كثير من القضايا المتعلقة بالتراث، بجانب تقديم متابعة حية لكل الأنشطة المتعلقة بالتراث الثقافي، وربط المواطن الإماراتي والعربي بكل المستجدات في مجال إحياء وصون تراثه.

وقد نجحت مجلة «مراود» في تقديم العديد من الوجوه العربية من كتاب وباحثين في مجال التراث، وتمكينهم من نشر رؤيتهم وأبحاثهم وجهودهم في توثيق التراث الثقافي العربي، ونقله للأجيال الشَّابة.

ويبرزعلى صفحات مجلة مراود، ذلك العطاء الكبير في مجال صون تراثنا الثقافي العربي، والذي تقوم به وجوه إماراتية وعربية مخلصة لتراث أوطانها، وعلى رأس تلك الوجوه نجد الجهد المتواصل للدكتور عبدالعزيز المسلَم، رئيس المعهد ورئيس تحرير المجلة، والدكتور ماجد بوشليبي، رئيس جمعية المكتبات والمعلومات، والدكتورة منَى بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر، والسيد أحمد الشناوي، سكرتير التحرير النشط، وفريق ثلاثي من الباحثين الذين لا يشق لهم غبار في مجال التراث والثقافة وهم الأجلاء: علي العبدان، وعتيج القبيسي، وعائشة الشامسي.

ولا أجد حرجاً هنا في أن أشيد بجهود هؤلاء المخلصين من حراس التراث في الحبيبة الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، ومجلة مراود الغراء، وباعتقادي أنه من الواجب أن نذكر هؤلاء ونقدر جهدهم في صون تراثنا الثقافي.

وبالطبع فإن الدور الكبير لإمارة الشارقة، ولصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، في خدمة الثقافة والتراث العربي، إنما يأتي امتداداً لذلك العطاء والتفرد الإماراتي في شتى المجالات، حيث أصبحت الإمارات هي المكان الذي يمنح الأمل للعرب، وذلك بما يتحقق على أرضها من إنجازات، وما تطلقه من مبادرات تهدف لتحقيق التقدم والرقي لكل العرب وللإنسانية جمعاء.