الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الحوار الإعلامي.. وثماره

الحوار الإعلامي.. وثماره
نبيل عرابي كاتب ــ لبنان

ربما يكون الحوار من أهم الأنواع الإعلامية، سواء في الإذاعة أو في التلفزيون، من خلال المواضيع التي يتناولها المتحاورون، والتي تهدف إلى شدّ انتباه المتابعين، لكنها أحياناً كثيرة قد تصيبهم بالملل والسأم، حتى لو كان الموضوع المطروح مهماً، وهذا يعود إلى أسلوب المحاور في ترتيب الأفكار ومناقشتها مع ضيوفه، هذا إذا سلّمنا جدلاً بحسن اختيار الضيوف المناسبين لموضوع الحوار، ومدى قدرتهم على إغناء الموضوع بأفكارهم، وتوضيح ما يكتنفه من غموض.

وهناك أيضاً برامج حواريَّة ناجحة وهادفة، فالمسألة لا تخضع للتعميم، لكن ما نراه في بعضها، أنّ البرنامج يكون مكتمل العناصر، سواء من حيث الموضوع أم الضيف أم المحاور، إذ يقوم مَن يدير الحوار بطرح أسئلته على ضيفه، وما أن يبدأ الضيف بالإجابة حتى يقاطعه محاوره إمّا بتعقيب، أو بطرح سؤال آخر، أو بفاصل إعلاني.


لقد كان في مقدور المحاور تأجيل السؤال لما بعد الفاصل، وبذلك يكون الجواب مبتوراً وغير كافٍ، وبالتالي يفقد السؤال أهميته، ولا يؤدي الغاية التي طُرح من أجلها، ومن ثم يبقى الموضوع غائماً وضبابياً بالنسبة للمتلقي.


والسؤال الذي يطرح هنا: هل يعود السبب لازدحام الأسئلة في ذهن المحاور أم لضيق الوقت المخصص للبرنامج؟، ما يجعل المحاور يسرع في طرح أسئلته التي وضعها، ويُفقد البرنامج أهميته، ولا يخرج المتلقّي بأي فائدة منه.

لذلك، من الضروري لإنجاح أي حوار تكثيف المحاور لأفكاره، حتى يستطيع الضيف أن يجيب عن الأسئلة المطروحة، بأسلوبٍ شافٍ ومعمّق، وأن يتمّ استغلال المدة الزمنية التي تسبق الإعلان، أو التي تفصل بين إعلانين بطريقة مدروسة، بشكل يضمن الحصول على استنتاج أوّلي في كلّ فقرة، تمهيداً للوصول إلى خُلاصة واضحة، فيُحقق الحوار الفائدة المرجوة منه، ويؤتي ثماره.