السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لهجتنا.. الحفاظ والضياع

لهجتنا.. الحفاظ والضياع
حميد الزعابي بوناصر كاتب - الإمارات

اللّهجة المحلية هي ماضينا اللّغوي، وهي حاضرنا أيضاً ـ رغم تعدد اللهجات في عالم متغير ـ كما أنها جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، والتي يسهل من خلالها تحديد هوية كل متحدث بها، والوطن الذي ينتمي إليه أو المدينة والمنطقة حتى في الوطن الواحد.

وللحفاظ على إرثنا الاجتماعي والثقافي العريق - واللهجة منه تعبيراً وتراثاً - وجهت قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، بقيام المهرجانات والأيام التراثية المتوالية على مدار العام في جميع إمارات الدولة ومدنها، بهدف ترسيخ الانتماء وتعزيز الهوية الوطنية في نفوس الأبناء من خلال التعرف على تراث وتاريخ الآباء والأجداد.


»إلا أنه في كثير من الأحيان يتم استبدال مفرداتنا المحلية بمفردات أخرى ذات سقف لغوي أعلى مثل: «قَلْد الحِبال»، «زَفْن الدُّعُون»، أَشْرْ القَوارب، طَرْق اللِّيخ، بحجة أنها تندرج تحت معنى واحد، وهو عمل، بينما هي تحمل معانٍ متفرقة ومعلومة لدى الجميع فقَلْد «فَتْل» وزفن «ضم»، وأشر «حزَّز» أو تأتي بمرادفات أخرى مثل: قولنا في اللهجة المحلية «جِفِير»، فيتم استبدالها بـ كلمة «سلّه، أو بدل «خرْف»، يتم استعمال جَنْي، والكثير غيرها من المفردات المحلية، مما أسهم في ضياعها واندثار بعضها إن لم يكن أكثرها من ألسنة كثيرين منا.


إن الحفاظ على مفردات لهجتنا المحلية واجب ومسؤولية وطنية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع، وهذا أمر لا جدال فيه، كما أن إرجاع المفردات اللغوية في اللّهجة المحلية إلى اللغة العربية أو غيرها من اللغات، هو من اختصاص مجمع اللغة العربية، وليس من اختصاص كل باحث وكاتب وناقل، وذلك لعدم تشتيت المتحدثين بالمفردات المحلية واستبدالها بمفردات أو مرادفات أخرى، سواء أكانت لغوية أو وصفية، أو حتى غرضية مشتقة من العمل.