السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

طاقة رمضان الروحانيَّة

طاقة رمضان الروحانيَّة

شهد العبدولي كاتبة وشاعرة وإعلامية ــ الإمارات

هل تخيلت يوماً ما أن هناك أماكن معينة في هذه الأرض من الممكن أن تشع، وتمدك بطاقة روحانية وإيمانية تستطيع من خلالها أن تشعر بالأمن والأمان، وأن تشحن نفسك وعقلك وقلبك بكمية كبيرة من الطاقة الإيجابية؟

في رمضان، ومن خلال زيارتنا إلى بيوت الله عزَّ وجلَّ، نستطيع، وبكل سهولة، تجديد طاقتنا من خلال وأيضاً من خلال المواقع المقدسة، التي تكثر فيها الطاقة النورانية و الروحانية مثل: الكعبة المشرفة، التي تعد مركز الطاقة الهائلة في الأرض حيث تحفها نورانية الملائكة، كما أن هناك أوقات معينة أيضا تمدك بالطاقة مثل أوقات الصلاة و الثلث الأخير من الليل و لا ننسى الليلة العظيمة في شهر الخيرات البركات ألا وهي ليلة القدر.

لقد أثبت العديد من الدراسات التي تتمحور حول قياس الطاقة الروحية المنبعثة من الإنسان أنه كلما اقترب من الله سبحانه وتعالى بالعبادة والطاعة، أصبحت روحه أصفى وأنقى، ويعتريه الهدوء والسكينة والطمأنينة ويزداد أيضاً شفافية وارتقاءً بالنفس، وأن لرمضان، طاقة كبيرة تنبعث منه، تنعكس على روح ونفسيَّة وجسم المسلم، فيجد الفرد نفسه خفيف الروح، وتنبعث منه طاقة إيجابية، بحيث يكون إقباله على الطاعات أكثر واستجابته لترك المعاصي من تلقاء نفسه أكثر أيضاً.

الإنسان في حالة الصيام يدخل إلى قمَّة الطاقة الروحانية والإيمانية التي يرى علماء الطاقة أن مصدرها تاج الإنسان ألا وهو الدماغ، وفي حالة الصيام يصل الدماغ إلى أعلى مستويات الطاقة فيتفاعل أكثر مع الصلاة وقراءة القرآن وتدبر المعني الربانية، ويعيش في حالة التذوق الوجداني لكل ما أعطاه وحباه الله سبحانه وتعالى من خيرات ونعم.

كما أن للجسد غذاءه من الطعام والشراب، فإن النفس في رمضان تتغذى بالقرآن والصدقات، والإقبال على الطاعات وترك المنكرات، الأمر الذي يجعل الإنسان يقدم الخير دائماً ابتغاء مرضاة الله عز وجل.

كما أجمع علماء الطاقة عندما أجروا تجربة قياس الطاقة الحيوية على الإنسان وهو يصلي، أن الهالة الإشعاعية للإنسان تزداد أثناء الصلاة عما كانت عليها قبلها، وأن الطول الموجي يتغير أيضاً بدخولها، وأن هناك غدة تعمل وأخرى تستسلم أو تخمد مع كل صلاة، ولكي يستفيد الإنسان من هذه الطاقة فإنه يجبب عليه أن يفصل كل أفكاره ويسترخي وهو ما نعبر عنه نحن المسلمين بالخشوع، وقوة التركيز وحضور القلب والعقل.

وعلى خلفية ذلك كله، نستنتج أهمية الصلاة في وقتها، لأن الطول الموجي للطاقة يقل تدريجيّاً بعد مرور أول 20 دقيقة من دخول وقت الصلاة الأخرى.

ومن هنا تأتي الإجابة العلمية عن سؤال يطرحه الملتزمون دينيّاً فحواه: لماذا يشعر الإنسان بالكسل والخمول إذا ما تأخر عن أداء الصلاة؟ والإجابة، هي أن ذلك يكون بسبب انسحاب الطاقة من الجسم.

بعد هذا كله، نقول: علينا أن نستفيد من الهدايا الرمضانية التي منحنا إياها الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الفضيل والكريم، وألا ننسى أن كل هذه الفضائل والهبات بين أيدينا، فقط علينا أن نتمعن ونتأمل ونتدبر ما أهدانا وأعطانا رب العالمين.