الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

البقاء لمن؟

البقاء لمن؟
عصام كرم الطوخي كاتب ومؤلف ـ مصر

البقاء لمن؟ لا شك أنه للمُتَناغم مع ذاته، والمتفاعل مع الحياة، المتقن لفن التعايش، وصاحب القدرة على التغيير من أجل مستقبل أفضل.

البقاء لمن يحمل في قلبه الخير للجميع، ولمن أراح نفسه من عناء التفكير وسلم أمره لصاحب التدبير ويؤمن بأن الله سيقلب المستحيل جبراً، ومهما كان ما يمر به من خيبات الأمل فالله يخبئ له الأجمل.


البقاء لمن يتقي ويعفو ويحنو ويتسامح ويفكر بطريقة مرنة، وللمخلص والأجمل والأوفى ولمن يحسن الظن بالله، ولأصحاب الرسالة والأمانة والأخلاق والضمائر الحية والنقاء والارتقاء، ولمن يواكب مستجدات العلم والمعرفة وللأكثر تجاوباً مع المتغيرات والتطورات والمتحكم في الأمور من أجل حياة هادئة.


البقاء لمن يقاوم وهو على قيد الأمل، ويؤمن بأن هناك طوق نجاة دائماً في أحلك الظروف لأن الله ينظر إليه، يهتم لأمره يمنحه ما يتمناه وينسيه ما أصابه من حزن وألم، فيطمئن قلبه لأن أقدار الله حانية ولا يكلف نفساً إلا وُسْعَها.

البقاء لمن يحاول ويستمر في المحاولة لتعزيز الروح واستلهام الطموح، ليملأ قلبه بالسعادة وأيامه بالفرح والراحة فيصنع نجاحه وينظر إلى الأشياء بعيون جديدة، ولمن يكون لديه ثقة كاملة بأن هناك شمساً تغازل أحلامه وتضيء ظلام أيامه، لمن يحب الحياة ولمن يستحق ويغامر لمن يعيش بين الناس بنية صادقة وهدوء وسكينة.

البقاء لمن يتعلمون من تجاربهم، ويحافظون على إيجابية روحهم طوال الوقت، ويسعون إلى المضي قدماً نحو إنسانيتهم، لأنهم يملكون رغبة أقوى في السعادة بوعي وحكمة، ويعيشون بعزة وكرامة.