السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

احذروا «التربية التحريضية»

احذروا «التربية التحريضية»
د. رامي عبد الله شاعر وباحث في مجال القيادة ـ الأردن

إنّ حماية المجتمعات من الظواهر السلبية الناتجة عن سلوك الإنسان كالعنف المجتمعي والتنمر وغياب التسامح والاحترام كانت، ولا تزال، محط اهتمام الباحثين في العالم، وذلك لما تحمله هذه الظواهر من آثار جسيمة على المجتمعات و السلم الاجتماعي الذي يعتبر حاضنة لكل عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وبالرغم من كافة المخرجات البحثية المهمة في هذا المجال، إلا أن الأسرة هي من يعول عليها لإنتاج أفراد أسوياء من الناحية الفكرية والنفسية والصحية قدر الإمكان، وبحسب الظروف المتوفرة لكل أسرة لردع كل سلوك سلبي.


وأتوقع أن أكبر خدمة يمكن أن تقدمها الأسرة لمجتمعها ولنفسها هو: الابتعاد عن تربية الأطفال على أساس التحريض الذي يدعو إلى العنف وعدم إظهار الاحترام للآخرين من منطلق الاعتقاد بأن هذا الأسلوب سيساعد الطفل ليكون أقوى في المستقبل وأكثر قدرة على مواجهة الحياة.


ولكن لا تدرك مثل هذه الأسر بأن هذا الأسلوب سيضع الأبناء في مشكلة كبيرة تتمثل في عدم القدرة على تشكيل علاقات متوازنة مع محيطهم الاجتماعي، وبالتالي كسب العداوات أو ربما قد تتطور الأمور ليصبح هذا الفرد من مرتكبي الجرائم لاحقاً.

على الجميع أن يدركوا بأنه لا يمكن لأحد أن يعيش بمفرده على هذه الأرض، وأن الجميع سوف يعاني من روح الضغينة والعداوة التي نزرعها في أبنائنا اتجاه الآخرين.

إن تكوين نظرة جميلة اتجاه الحياة والمجتمع هي أحد مصادر تحفيز الأفراد ودفعهم لتحقيق النجاح، وأن فكرة التربية الحسنة القويمة كانت حاضرة في وجدان الكثيرين، وربما لخصها الكاتب البريطاني فيليب تشيسترفيلد ذلك حين قال: «أحسن توصية يحملها الإنسان للناس هي التربية الحسنة»