الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الإمارات.. تردُّ بمطار «الريان»

الإمارات.. تردُّ بمطار «الريان»
د. علي سالمين بادعام كاتب وإعلامي ـــ اليمن

والآن ترد دولة الإمارات بقياداتها الفاعلة في المحيط العربي بالعمل والإنجاز وتقديم الدعم المفتوح، وذلك عندما تكللت جهودها بإعادة افتتاح مطار الريان بالمكلأ عاصمة محافظة حضرموت، بعد معاناة طالت السكان داخل وخارج اليمن السعيد، تمثلت في عدم قدرتهم على التنقل الآمن والمريح.. مطار الريان يطلُّ حالياً بهيئة عالمية أكسبته بريقاً وعاد وسط مطارات العالم الدولية نموذجاً حكى عنه أهالي المحافظة، والسعادة تكسوهم والأماني تتحقق لهم.

بهذا العمل الطيب والموفق تتم إعادة صرح توقف لسنوات طويلة عانى من غيابه أهل حضرموت كثيراً، لتعود الرحلات عبر الخطوط اليمنية أقوى، وليستقبل المطار الرحلات الدولية مباشرة، وفق ذلك تسهم دولة الإمارات بشكل كبير في عودة الحياة الطبيعية، وزيادة معدلات الاستثمار بزيادة الحركة الجوية بثالث أكبر مطار على مستوى اليمن.


وترسل الإمارات بهذا العمل المشهود والمضبوط رسالة: مفادها العمل والبيان والإنجاز، ولم تدخر في ذلك جهداً ولا مالاً، بل أسدت الميزانية مفتوحة ليعود المطار وينهي معاناة أهالي المكلا ومن هم بالخارج، الذين أعيتهم التكلفة والمعاناة في الوصول إلى مدنهم، بعد أن كانوا يتنقلون بين الدول والمدن وصولاً إلى أهليهم.


بهذا السبق والإنجاز طوت دولة الإمارات قيادة ودبلوماسية على صفحات من المزايدة، وهكذا دائماً ترد الإمارات على الشامتين الذين لا حول لهم ولا قوة، وترد على المعتدين ومشردي الأسر، كما ترد على حملة السلاح ضد الشعب اليمني بأحسن من ذلك بدرجات.

لقد رأيت الفرحة كبيرة على وجوه أفراد الشعب اليمني وأهالي المكلا، بمطار الريان وقد انجزوا إجراءات سفرهم بسهولة من داخل المطار المتسع والمهيأ بأفضل المواصفات العالمية.

وفي اعتقادي أن الحياة تمضي في صالح مواطن اليمن بشكل أكثر من ممتاز، وهذا ما توضحه الأعمال التي تقوم بها دولة الإمارات واهتمامها منقطع النظير بكل صغيرة وكبيرة، تماماً مثل قيامها بالعمل الخيري داخل اليمن، وقد غطت مساحات من الدعم والتبرعات وكفالة المعوزين هنالك.

أمر آخر لا بد أن نضعه في الأذهان أن المطار يمثل نسبة كبيرة من اقتصاد الدولة ككل، بل أنه محور مهم جدّاً كون أنه يتوسط بلدان شرق وغرب وجنوب قارة آسيا، مما سيفتح مزيد من القنوات للتعاون المشترك، وهذا ما سعت نحوه الإمارات في ترسيخ دعائم الاستقرار والأمن في المنطقة بعد أن أنهت مسيرة تخريب طالت مدينة المكلاَّ ونهب المطار ومحتوياته.

لقد أسهمت جهود الإمارات كذلك بهذا العمل في تسهيل عملية السياحة العلاجية لكبار السن والمرضى، وبذا ستكون الوجهات إلى دول، مثل: الأردن ومصر وغيرها متاحة وميسرة، حيث أن السياحة العلاجية تمثل نسبة كبيرة من تعاملات اليمنيين خصوصاً في هذه الفترة.

لفت نظري هاشتاق «شكراً شعب وقيادة الإمارات» الذي أطلقه مواطنو الجنوب اليمني بشكل واسع وتناقلته الوسائط الاجتماعية بكل حب، ليردوا الجميل لدولة لم تعرف سوى أعمال الخير ورأب الصدع.. هاشتاق يمثل حلقة حب وود بين شعبين أصيلين لم تفرق بينهما الظروف، ولم تفلح تحركات أصحاب الفتنة في تأجيج الصراع هنالك، بل يزداد التماسك بين الشعبين كل لحظة، وهو أمر طبيعي ومتأصل لإنسان الدولتين .

لا ننسى أن نذكر بأن كل المحاولات لإفشال الجهود لصالح إنسان اليمن فشلت، وستفشل، طالما أن العمل مستمر في إعمار وتطبيع الحياة في اليمن السعيد، وطالما أن الأشقاء العرب يضعون التنمية والإعمار دائماً ضمن أولويات الوصول لغايات سامية من أجل السلام والأمن في جميع أجزاء اليمن الحبيب.