الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

رمضان.. ومحتوى الوسائط الرقمية

رمضان.. ومحتوى الوسائط الرقمية
تغريد السعيد رائدة أعمال وخبيرة في التكنولوجيا الرقمية ـ الإمارات

يتزايد استهلاك وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم عبر الوسائط الرقمية، فالزيادة في عدد الأجهزة القادرة على دعم الوسائط الرقمية، إلى جانب زيادة سرعة الإنترنت، زَوَّدَا المستهلكين بخيار الوصول إلى المحتوى الذي يختاره المستهلك، سواء كانت معلومات عامة أو ترفيهية أو أنشطة اجتماعية في أي وقت وفي أي مكان.

استهلاك الوسائط الرقمية أظهرت زيادة هائلة، وشهدت قفزة كبيرة من الوسائط التقليدية إلى الوسائط الجديدة الرقمية.


إن ظهور مشغلات الوسائط الرقمية مثل Netflix ،Hulu وAmazon وApple TV وRoku وما إلى ذلك، يتحدَّى السيادة التي يتم الحفاظ عليها من التلفزيون التقليدي كمحور استهلاك المحتوى الترفيهي الرئيسي.


لقد تطورت الأجهزة المستخدمة للوصول إلى المحتوى الرقمي في السنوات القليلة الماضية، حيث زادت مجموعة الأنظمة الأساسية التي يمكن للمستخدم دفق الصوت عليها ومحتوى الفيديو، فحصة Netflix من حركة المرور على الإنترنت زادت في أمريكا الشمالية بشكل أكبر، واستحوذت على 34% من البيانات المتدفقة إلى المستهلكين خلال أوقات الذروة في النصف الأول من عام 2014.

كما أن مزودي خدمات Over-the-top (OTT) مثل YouTube والمحتوى الرقمي القائم على الاشتراك، كما عمل مزودون مثل Spotify كمحفز في نمو تدفق بيانات الصوت والفيديو عالمياً، ومن المتوقع أن تصل حركة مرور الفيديو مجتمعة إلى 82% من جميع حركة المرور على الإنترنت بحلول عام 2021.

هناك نرى تحولاً ملحوظاً في تفضيل الزبون استهلاك الوسائط الرقمية مقارنة بالتقليدية التي تشمل التلفزيون والصحافة والراديو، حيث يقضي الناس المزيد من الوقت كل يوم على الإنترنت بدلاً من الأشكال التقليدية لوسائل الإعلام، وقد أظهرت البيانات في العالم العربي أنه في السنوات القليلة الماضية، كانت هناك زيادة كبيرة في الوقت الذي يقضيه الأشخاص على الوسائط الرقمية، خاصة في أعقاب جائحة كوفيد-19، كما أسهمت الشعبية المتزايدة للوسائط الرقمية في إحداث نقلة نوعية في الإنفاق الإعلاني العالمي، كما يتبع المسوقون الاتجاه المتغير وتخصيص ميزانيتهم بشكل متزايد للوسائط الرقمية.

والإنفاق على الوسائط الرقمية كنسبة مئوية من الإجمالي، من المتوقع أن يزيد من الإنفاق الإعلاني، فقد كان 21% في عام 2010، وارتفع إلى 28% في عام 2015، ومن المتوقع أن تصل نسبته إلى 60% في العام الجاري 2021 على حسب ما ذُكر على موقع فورب الرسمي.

وتشهد صناعة الفيديو وصناعة الموسيقى تحولاً نحو الوسائط الرقمية، حيث كان أعلى معدل استهلاك من محتوى الفيديو يحدث على شاشة التلفزيون، ولكن مع اختراق الإنترنت الأسرع نمواً والوصول إلى أجهزة الوسائط المتعددة، يتم استهلاك المزيد والمزيد من الوقت على مقاطع الفيديو الرقمية عبر الوسائط المتعددة والمحتوى عند الطلب.

هناك جذب أكبر لمقاطع الفيديو عبر الإنترنت بين فئة الشباب مستخدمي الإنترنت، ففي 2020، تمت مشاهدة مستخدمي الفئة العمرية 15-24 سنة 67% من مقاطع الفيديو عبر الإنترنت في المتوسط شاهد المستخدم فوق سن 45 عاماً 53% من مقاطع الفيديو.

وتشهد صناعة الفيديو في العالم العربي تحولاً نحو المحتوى الرقمي، الديموغرافيات الأصغر سناً هي التي توجه استهلاك المحتوى المرئي، بفضل سرعات الشبكة المحسّنة، ومن المتوقع أن يزداد الطلب على محتوى الفيديو عالي الدقة وUHD.

وبارتفاع تدفق الفيديو القياسي عبر الإنترنت، على غرار مشغلات الموسيقى الرقمية، تعتمد مشغلات الفيديو الرقمية نماذج الاشتراك وتحقيق الدخل من الإعلانات وتقديم عروض مخصصة لزيادة الاعتماد.
ومن الآن فصاعداً، ستشهد خدمات الصوت والفيديو الرقمية عند الطلب الكثير من الازدهار، ومع تزايد الطلب على المنصات الرقمية سيكون تكيف ومواكبة هذا التغيير من قبل وسائل الاعلام التقليدية اسماً للنجاح أو الاندثار.