الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الأجيال.. وجمالية التقاليد

الأجيال.. وجمالية التقاليد
محمد ضيف خبير حسابي ـ مصري مقيم في الإمارات

« ليت الزمان يعود يوماً».. عبارة جميلة نسمعها كثيراً جدّاً في كل البلدان العربية، وهي تحمل معانٍ كثيرة، منها ما هو جميل، ومنها ما هو مُجْهِد، مُتْعب، للنفس، لما فيه من ذكريات مؤلمة.
الجميل المقصود هنا، هو ما تتميّز به العادات والتقاليد لدى كل شعب من الشعوب، إنها حقاً جزء لا يتجزأ من كيانات الشعوب وهويتها، فالشعب الذي ليس لديه عادات وتقاليد يُحْتذى ليس له تاريخ، كون أن هذا الأخير يستمد حيويَّته وبقاءه منها، لهذا من الضروري نقلها للأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

فمثلاً، تعليم الأولاد عادات وتقاليد أجدادهم ينمي فيهم الهوية الوطنية، التي تزيد من حبهم للتراث وللوطن، وكل مواطن يعتز بموطنه، ذلك أن الإنسان دون موطن يكون بلا هوية يعتز بها، لذا لا بد من زرع العادات والتقاليد الجميلة الأصيلة في نفوس الأبناء، وبالأخص حب التراث.


من ناحية أخرى، فإن لدينا عادات وتقاليد كفيلة بأن تقوم عليها أمتنا وتصلح بها حال شباننا، والمعروف أنه إذا صلح الشباب صلحت الشعوب لأنهم قلبها النابض، لذا أرجو من كل أم وكل أب وكل المعلمين في المدارس، والأساتذة في الجامعات أن يزرعوا في الأجيال الجديدة حب العادات والتقاليد، حتى ينمو الفكر ويتطور داخل كل شاب وكل فتاة، وتصبح العادات والتقاليد الأصلية جزءاً لا يتجزأ منهم، فينمو كل شيء أصلي داخلهم، ويتربى عليه، فتزيد وطنيتهم وهويتهم، ويصبحون بعدها أعضاء نافعين لأنفسهم وللآخرين داخل دولهم وخارجها