الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

نحن نُدين

نحن نُدين
مريم عيسى مهندسة وطالبة دكتوراه - الإمارات

نُدين العنف، ندين القتل، قتل الأبرياء المصلّين، نُدين التّفجير الذي أزهق روح طفل على الشاطئ يلعب مع اللاعبين، رحم الله أرواحنا بعده كان أعقل من صاروخٍ طائش.

نُدين التهجير، واغتصاب المساكن، وسرقة أمن المنازل وتشتيت العوائل، ونُدين ضعف الجدران وقلّة حيلة الأحياء، تشققت ظلماً ولم تُهدم على رؤوس الغاصبين.


نُدين السَّارقين، من بغير حق على الأرض مختالين، نُدين قسوة قلوبهم على دمعة شيخٍ تشتت روحه صارخة لن نرحل، ونُدين رفع السّلاح بوجه عجوز شامخة لا تملك إلا سبّابة للمقاومة وقول لا للمعتدين.


نُدين من أبكى أولى القبلتين على المصلين، من هزّ خشوعهم بصوت تفجير وفرّق استواء صفوف صلاتهم بِحريق، ونُدين من عبث بطمأنينة الصّائمين، من أفزع سكينة أرواحهم وهم في أواخر عشر الرّحمة عاكفين.

نُدين من أذبل زهرة المدائن وبعثر عبيرها، من أيبس غُصنها المورد في الربيع، ومن حوّل رحيقها إلى بارودٍ ودم، ونحنُ إمارات العروبة نُدين من أبكى طفلاً خلف جنازة أبيه، ومن أعجز أخاً وهو يرى اعتقال أختَيه، ومن قال: إن القدس ليست للمسلمين.

في الإمارات يكبر صغارنا على ترديد وطننا من المحيط إلى الخليج، وأملنا أمة عربية واحدة، كل صباح بعد النّشيد الوطني، مؤمنين بأن ولاءنا عربي لأرض العرب، وثورتنا تذود لنصرة قضايا العرب، وتدرّس في منهاجنا قصص غسّان، فيقرأ شبابنا حكاية رجاله في الشّمس، يحللونها يربطونها بأحداث الواقع فتسكُن شخوصها أرواحهم فينتمون إليها، ويتمنون نصرها.

هنا نؤمن أيضاً: بأن القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية جميع العرب والمسلمين، فإليها أسريَ الرسول ليستأنس بعد عام حزنه، وبصخرتها عرج إلى سابع سماء، وإلى زيارتها وصّانا بشدّ الرحال، لذا فالقدس قضيتنا حتّى تنتصر، ونشد إليها رحالنا آمنين.