الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لماذا عَادُوا؟

لماذا عَادُوا؟
سيعودُ من تركك بأرخص الأثمان نادماً على رحيله.. سيعود من وعدك بأن يظل بجانبك ولن يفارقك مهما كان، من تركك في أصعب الأوقات تبكي وحدك، سيعود يتصنّع ودك، من خان الوعود والعهود، فيجيد الخداع والتمويه والاهتمام بمهارة فائقة.

قد تنبهر به، لأنه عاد بروح لم تعهدها له من قبل، ببوح يتّسم بالطيبة وأحاديث طويلة وفتح صفحة جديدة فتلتمس له العذر وتندمج معه.

ثقْ في ذاتك، فعائدون كثرٌ، كاذبون، مُدّعون لما يقولون تحت وهم الارتباط والصداقة والمحبة إنهم نادمون عندما رحلوا.


تذكر أنهم خذلوك بحرفيّة عالية دون رحمة، فهم غرباء عنك ولم يتركوا رصيداً من الذكريات الجميلة، بل عاشوا بمشاعر ليست لهم، وعرفوا مكامن ضعفك واستهلكوك حتى أهلكوك بصراعات داخلية، فهم لم يدركوا ما بقلبك ولم يحاولوا فهمك بل كانوا يفسرونك بطريقة خاطئة، تركوك تعاني ورحلوا ثم عادوا.. لماذا عادوا؟ لذلك كن حريصاً حتى لا تصدمك تصرفاتهم مرة أخرى، وحتى لا ترتكب جريمة في حق نفسك بخيبات أمل جديدة، قد لا تتعافى منها بسهولة.


الحياة لا تتوقف على أحد، ستعيش وتنجح بدون من أتقنوا فن الخذلان معك، وتركوك ما بين الموت والجنون وأنت في أشد الاحتياج لهم، توقف عن التفكير في من كان سبباً في استغلال طيبة قلبك، واستعد قوتك، فالحياة أكثر سعادة بدون من زرع في قلبك الوجع.

أولئك سيعودون لأنهم اشتاقوا لصدقك، لذلك عش حياتك على ما يرام، وأَدِر ظهرك لكل من لا يستحق ولكل من يستنزف مشاعرك، فليس كل من تفقده يعتبر خسارة.