الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«أصحاب الهمم».. ومنهج الإمارات الفريد

«أصحاب الهمم».. ومنهج الإمارات الفريد
«.. عملت في حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة طوال حياتي، يجب أن أخبرك بأنني لا أعتقد بأني سمعت تعريفاً أفضل للأشخاص مثلي من أصحاب الهمم».. إنه حتى الآن التعريف الأروع، هذا ما قاله ريتشارد إتش بيرنستاين قاضي المحكمة العليا في ولاية ميتشغان الأمريكية ـ الذي وُلد كفيفاً نتيجة التهاب الشبكة الصباغي ــ عندما حاورته «دبي بوست» منذ مدة، حيث تعرف على مسمى «أصحاب الهمم» وأعجب به، وأصبح يستخدمه للتعريف عن نفسه، وجاء ذلك واضحاً في قوله: «تخبر الناس في أمريكا بأن في الإمارات يشيرون إلى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بأصحاب الهمم.. الناس يُحبُّون ذلك لأن الإمارات اعتمدت الطريقة الصحيحة..» هنا نسأل من واقع الحياة: من هم الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة؟.. إنهم أصحاب همم، ذلك أن كل شيء يحتاج عملاً أكثر.. كل شيء يحتاج مجهوداً أكبر.. كل شيء هو صراع عظيم، كل شيء هو تحدٍّ أكبر للنجاة، ليس لديك خيار آخر حرفيّاً إلا أن تكون صاحب همة.

وصف هائل ومؤثر جدّاً يهز المشاعر بلسان واحد من هذه الفئة العزيزة على القلوب، لتأثير مسمى (ذوي الهمم) الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على أفراد هذه الفئة، ليسود بكل ما له من دلالات ومعانٍ راقية وملهمة ليحل محل مسمى (ذوي الإعاقة).

والعلم الحديث يقول: إن مسمى ذوي الهمم يذهب في تأثيره إلى أبعد حدّ من التأثير المعنوي بكثير، إذ يقول عَالِمَا الأعصاب د. أندرو نيو بيرغ، ود. مارك والدمان، في كتابهما: «الكلمات تستطيع تغيير دماغك»: «إنه كلما ارتفعت نسبة استعمال التعابير الإيجابية، فإن ذلك ينشط القشرة الجبهية عند الأفراد، ويحسن الوظائف الدماغية كالتفكير المنطقي والتحليل، وإن تجنب الكلمات السلبية واستبدالها بذات الأثر الإيجابي، يعكس بتكرارها مع الوقت إيجابية على رؤية الأفراد لمحيطهم وعلى إدراكهم لقدراتهم الداخلية، وما يساعدهم على تحسين واقعهم والتخطيط بشكل أفضل لمستقبلهم».


فمثلاً إذا تم استبدال كلمة «مشكلة» التي ترتبط بمشاعر القلق والغضب بوصف آخر أكثر هدوءاً وحيادية، كأن نقول لك: «إننا نواجه موقفاً»، فإن ذلك يساعد الأفراد على التعامل المتوازن بشكل أكثر فاعلية في مواجهه العقبات أو الصعوبات.


وهو الأمر الذي أكد حدوثه الكثير من أصحاب الهمم، فتغيير مصطلح «ذوي الإعاقة»، وإطلاق عبارة «أصحاب الهمم» عليهم، أعطاهم دفعه قوية لتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات فعليّاً على أرض الواقع لأنفسهم وللوطن.

وفى صورة أخرى فريدة من صور إنسانية القيادة الرشيدة في استمرارها في تعزيز إمكانيات أبنائها من ذوي الهمم وإعلاء ثقتهم بأنفسهم، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إعاقة الإنسان هي عدم تقدمه، وبقاؤه في مكانه، وعجزه عن تحقيق الإنجازات، وما حققه أصحاب الهمم في مختلف المجالات وعلى مدى السنوات الماضية من إنجازات، دليل على أن العزيمة والإرادة تصنعان المستحيل، وتدفعان الإنسان إلى مواجهة كل الظروف والتحديات بثبات للوصول إلى الأهداف والغايات».

وهذا يعكس نهج دوله الإمارات الاستثنائي غير المسبوق في تشجيع دعم وتمكين ذوي الهمم على كافة الأصعدة، حتى على الصعيد المعنوي في صورة فريدة حتى على المستوى العالمي.

وذلك بالترافق مع مبادرات وجهود ومشاريع متواصلة لا تنتهي، تُعِين على دمجهم وعلى تذليل كافة العقبات التي قد تعترض طريق تفاعلهم الإيجابي أسريّاً ومجتمعيّاً، في تأكيد متواصل على حرص القيادة الرشيدة على تمكين أبنائها من كل الفئات، وتوفير الحياة الكريمة لهم، بحيث غدت الإمارات بالفعل وطن الإنسانية وعنوانها.