الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

النّقد الإيجابي

النّقد الإيجابي
النّقد البناء هو ذلك الذي يتم فيه تقديم ملاحظات منطقية، أو آراء وجيهة على سلوك أو عمل ما؛ وهو لا شك أمر ضروري في الحياة لتصويب الأخطاء في السلوك أو العمل المقدم، ليخرج فيما بعد بصورة أفضل.

ونحن في حاجة إلى هذا النوع من النقد الراقي مستمرة باستمرار الحياة، فمهما بلغ الأفراد من فهم أو تمكن في الأداء أو مستوى مرتفع من الخبرة، تظل الطبيعة البشرية تفرض وجود النقص أو الثغرات فيما يتم تقديمه.

كما تظل الحاجة قائمة دائماً إلى آراء بخبرات وطرق تفكير متنوعة للإلمام بجوانب القصور، أو الأخطاء في الأعمال والجهود المقدمة في كل الأوقات والظروف.


ومن مواصفات النقد المهمة حتى يكون بناءً وناجحاً، ويتم قبوله والعمل به بطيب خاطر ويسر، أن يؤكد صاحبه على الإيجابيات بالدرجة الأُولى الآخرين، وذلك من خلال تقديم عبارات الثناء الطيبة المستحقة بشكل مستمر، ثم التنبيه على السلبيات بعبارات لطيفة وبأسلوب جميل.


ولنا في رسولِنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة إذ عندما أراد أن يعطي توجيهاً للصحابي الجليل عبدالله بن عمر يحثه فيه على قيام الليل، ابتدأ بالثناء الطيب فقال: «نِعْم الرجل عبدالله لو كان يصلى من اللَّيل»، فكان عبدالله بعدها يصلى من الليل (صحيح البخاري ج1- ص 345).

وبهذا النهج يصبح النقد إيجابيّاً ومن عوامل التفوق والنجاح، ويحقق الهدف منه في مساعدة الآخرين على الأداء الأفضل والأرقى، وتقبله دلالة الفكر ذي الأفق الواسع الباحث عن التطور والإبداع.