الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الحالة الحرجة لـ«السيد النبيل»

الحالة الحرجة لـ«السيد النبيل»
رغم معارضة الأغلبية للمسرح الرَّقمي ومن دار في فلكه، باعتبار أنه تغييب للفعل المسرحي الحيّ عن الخشبة، وكسر لحلقة التواصل بين الممثل والجمهور، إلا أنه وفق رأي البعض، سيبقى على مرارته آخر العلاجات الممكنة لإعادة الحيوية لأبي الفنون، الذي شاب قبل أوانه بفعل الوحشة والعزلة التي فرضتها الجائحة، حينما اختارت أن تستخدم القوة المفرطة معه، وكأنه عدوها الأوحد واللدود، حيث مرَّ أكثر من عام على تلك القسوة ولا يزال أبو الفنون طريح فراشه، ما تعافى من ضربتها.

من أجل ذلك، جاء المسرح الرَّقمي ليكون العلاج الشافي، والبديل الأنيق الجاهز والممكن، كونه الأوفر حظّاً في إبقاء المسرح «السيّد النبيل»، على قيد الخريطة الثقافية والاجتماعية، حتى لو كانت في أدنى أو أضعف صورها، باعتبار أن الجائحة مهما حظيت به من شباب وقوة، فستفقدهما يوماً ما، وستفنى، حالها حال كثير من الأزمات التي مرت على البشرية، وسيتعافى مسرحنا رغم أنفها، وخلال هاتين الفترتين، يمكن للمسرح الرقمي أن يلعب دوراً، وأن يقوم بتعويض النقص وسد الخلل.

هكذا إذاً، وبعد أن بقي المسرح لعقود يتميَّز ويُوصف على أنه النَّاجي الأخير، اختار الوحش الرقمي كسر ذلك الوصف، بضم المسرح إلى دائرة مريديه، وإرضاخه لقواعده وقوانينه وفضاءاته.


وفي وضع كوضع أبو الفنون، لا مفرّ من الإذعان لسطوة الرقمي، والتعامل معه على أنه واحد من الحلول البديلة في دروب التعافي، وتكليفه بحفظ ماء وجه «السيد النبيل»، بعدما كسرت الجائحة فرضيات «هنا والآن»، وأرغمته على الارتماء في أحضان الرَّقْمَنَة، ولو كان على مضض.