الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«التضخم الأنوي».. وأوجاع البشر

«التضخم الأنوي».. وأوجاع البشر
كثير من البشر العاديين حين تسنح لهم الفرص، تفترس «أناهم» بشراً آخرين أقل منهم قوة أو قدرة على المجابهة!.. هنا تجدر الإشارة إلى الشخصية النقيض التي تنتهج التواضع مسلكاً عن وعي، وتثميناً للعقل، وتدبّراً للحكمة وممارستها، فتندفع للعطاء بلا انتظار الثناء، رافضة سياسة الكيل بمكيالين.

تلك الشخصية، ولو طلبت تحليلها لمقولة ديكارت، لجاءك قولها: «أفكر، إذن أنا موجود ضمن عالم إنساني يثري بالاختلاف مصدراً للغزارة والجمال، وما الاختلاف إلا سرّ من أسرار الخالق، الذي يرنو إلى التكامل في تفاصيل كونه وخلقه».

في هذا السياق، يبدو لقاح كوفيد-19، الذي يسوَّق له، أحد الأمثلة الحية المستجدة عن التضخم «الأنوي» ذي الحدين، فما يُحْكى عنه يثير الرعب، والقلق، فمن قائل إن الموضوع برمته مرتب له ليغرس هذا اللقاح في أجسادنا، وتربح الجهات المتسلطة على العالم بتجارتها مما يفاقم ناراً نرجسية يتحول فيها المُلَقَّح إلى قطعة شطرنج، خاسرة متى أريد لها، أو حصان عجوز يطلق عليه الرصاص متى قدروا له الإفناء، فبكبسة «كيبورد» ينتهي كل شيء، ومن وراء شاشات ترصد خارطة الجسم البشري بحذافيرها، ودهاليزها.


ومن قائل، وهو يؤكد، أنه وضع لإنقاذ البشرية من وباء التدمير -وإن كانت الرؤية الأولى أكثر تداولاً- اللقاح نفسه، ويتدافع اليوم كثير من المتبرعين في البرازيل لتجربته في أجسادهم لخدمة نظرائهم في الإنسانية في إثبات أن الأنا بيد صاحبها، إن أراد بها استبداداً، أو أراد بها رفداً.. إذن؛ جميل أن نقفل بقول الماغوط «الطغاة كالأرقام القياسية، لا بد من أن تتحطم في يوم من الأيام».. أوَ ليس تضخم الأنا من ألدّ الطواغيت، والنصل النازف في أوجاع البشرية؟!