الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

السقوط السريع

السقوط السريع
غالباً ما يكون السقوط سريعاً ومُربكاً للغاية، يعصف بكل الثوابت ويُدمر كل القيم، ففي لحظة ما تتلاشى فيها الحواجز وتُخترق القوانين، وتُدمر الأساسات التي كُنّا نعتقد أنها ستقاوم هذا السقوط.

ورغم كل محاولات الثبات والصمود لكن السقوط عبارة عن طوفان يسحق كل ما يعترضه، وكل من يشاهد السقوط يقف وكأن على رأسه الطير، أو أنه يشاهد مباراة ممتعة لا يريدها أن تنتهي

كل المعطيات كانت تقود حتماً لهذا السقوط الكبير، وكانت الأحداث تتسارع لتنسجم مع بعضها وكأنها على موعد تفي به.


قرارات مؤجلة ومصيرية.. دخان مكتوم يوشك أن يطمس وجه الجميع.. اعتياد درجة الغليان، والصبر الطويل بلا هدف، حتّى إنه فقد المعنى بسبب طول الانتظار، وبذلك فقد قيمته.


أيام تمر، ولا طعم سوى المر، وكذلك العمر يمر، والأحباب ينسحبون واحداً وراء الآخر، كأنهم على الفراق اتفقوا، وطريق اللاَّعودة سلكوا وفي دار الحق اجتمعوا.

حقيقة مُرة أن ننساق وراء الأهواء مَرة بعد مَرة، فننسى الحقيقة ويبدأ السقوط الذي لا ينتهي حتّى يُقْضى علينا، إذْ من الواضح أننا سقطنا جميعاً من قبل.

لقد سقط من في هذه الحفرة، من سقط زاعماً أنه انتصر، ولكنه بضحكته دون أن يدري احتضر، وترك وراءه قصة لا تنتهي، كلما تذكرها الواحد منا عرف معنى الخطر.

إننا والحال تلك في حاجة إلى قول الشاعر أبوالقاسم الشَّابي:

أَتخشى نشيدَ السَّماءِ الجميلَ

أَتَرْهَبُ نورَ الفضَا في ضُحَاهْ

ألا انهضْ وسِرْ في سبيلِ الحَيَاةِ

فمنْ نامَ لم تَنْتَظِرْهُ الحَيَاهْ

ولا تخشى ممَّا وراءَ التِّلاعِ

فما ثَمَّ إلا الضُّحى في صِباهْ