السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

متى نرجم إبليسنا؟

متى نرجم إبليسنا؟
مذ كنتُ صغيرة وفي كل عام كنت أتابع عبر التلفاز رجم إبليس خلال أداء مناسك الحج، وكنت أتساءَل بيني وبين نفسي:

ــ أين هو إبليس؟، ولماذا لا يموت أو يهلك بعد كل هذه السنوات من الرجم منذ فرض الله الحج على المسلمين؟

وحين ذهبتُ للحج للمرة الأولى وكنتُ صغيرة، ظللت أفتش عنه بينما يدي الصغيرة تلقي الجمرات.. ولم تفلح محاولاتي في قتله أو حتى رؤيته.


عندما كبرت فهمت كيف استطاع إبليس الهروب بخطته الشريرة؛ فكما وسوس لكبار قريش بأن ينتدبوا واحداً من كل قبيلة ليتشاركوا في قتل نبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم، في ليلة خروجه للهجرة إلى المدينة فيتفرق دمه بين القبائل، استطاع أيضاً تنفيذ نفس الخطة، فتفرق هو ونسله في نفوسنا حتى لا تتمكن منه جموع الحجاج ويستحيل هلاكه..


بعدها استطعتُ أن أجد تفسيراً لعودة الخائن لخيانته، والسارق للسرقة والمنافق والكاذب وغيرهم ممن ذهبوا للحج ليتطهروا ويستغفروا ويعودوا كيوم ميلادهم، لكنهم للأسف عادوا لما كانوا عليه.

لماذا إذن لم نتيقن من هذا الخُبث الذي يتقنه إبليس ليخدعنا ويجرنا إلى الرذيلة، ويحرمنا من التوبة، ويعيق إخلاصنا؟

متى رجمنا إبليس داخلنا استطعنا تحقيق التوبة الصادقة، وعدم الرجوع للمعاصي مرة أخرى، وحينها سيصبح المجتمع أكثر نقاءً، وتنتشر الفضيلة التي افتقدناها كثيراً بعدما انتشرت برامج التواصل التي هدمت أركان الأسر، وفتتت الروابط بينها، فأصبح الشباب مهووساً محموماً بفكرة المنافسة على الشهرة مهما كان الثمن.. وأصبح فاقداً للهوية ولا ينتمي لبيئته سوى بالاسم، ولكن عقله ووجدانه ينتمي لهذا العالم الغريب الذي بث فيه إبليس سمومه.