الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أسئلة الحياة.. وزراعة الخير

أسئلة الحياة.. وزراعة الخير
هناك تساؤلات تتعلق بالوجود والمصير والعلاقات، قد تتعدد إجاباتها وتتنوع، ولكنها في الغالب تعبر عن أحوالنا لجهة نظرتنا للحياة نفسها، من بينها:

ــ ماذا لو كانت الحياة دائمة، أو بدون حروب، أو كنا على الأقل نعرف نهايتنا ونهايتها؟

ــ ماذا لو أن كل واحد منّا ينظر إلى سلبياته، ويتجمل بأخلاقه ويهتم بعمله فقط؟


ــ ماذا لو تمتعت المرأة بحريتها كاملة؟ وأجمع أعضاء الأسرة الواحدة على رأي واحد؟


لا ينتظر أن تتحقق إجابة تلك الأسئلة جميعها، لأن منها ما يمثل المستحيل من ذلك ديمومة الحياة، وانعدام الحروب، ومعرفة نهاية الوجود، لكن بقية الأسئلة تتعلق إجابتها بالوعي الإنساني، وخبرات البشر، فمثلاً لو سألت جدك أو الأكبر منك سنّاً وقلت له:

ــ ما سر هذه الحياة؟

فسيجيبك قائلاً:

ـ ما تزرعه سواء أكان خيراً أم شرّاً ستجني محصوله.

مثل القول السابق، يعني أن طريق الخير سهل لمن أراده، لكنه عسير على من تشبّع قلبه بالحسد والغيرة والكراهية، والكلمات الثلاث الأخيرة حين نقرأها نحسّ بضيق في الصدر، ذلك لأنها تعبر عن أحاسيس تهدم العلاقات بين الأفراد والشعوب على مرّ العصور، بل إنها من الدوافع القاتلة لكل ما هو جميل.

وبالعودة للحديث عن الحياة مرة أخرى، فلو تخيَّلنا أنها ستدوم، بالتأكيد سنعيش أحلاماً ـ حتى لو كانت لاشعورية أحياناً ـ لن نستطيع تحقيقها في الواقع، ولأن الموت يقمع الشهوات والملذات، وحتى الأحلام، فإنه يجعلنا أيضاً حريصين على كل ما هو جميل.

وانطلاقاً من ذلك كله، علينا أن نعمل صالحاً، نلقاه غداً، ونسعد به اليوم في مجتمعاتنا، ذلك أن الحياة نعمة، ومعظمها رحمة ومودة وتآلف وتعايش بين كل الشعوب، إذن فلنعش تحت غطاء واحد وهو «المعروف والرحمة».