الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«المنطقة الوسطى».. مأساتنا

«المنطقة الوسطى».. مأساتنا
لم تكن لتنجح أبداً هذه «المنطقة الوسطى» التي أقمنا فيها دوماً لدرجة الثبات، وبالغنا في التظاهر بها أمام الجميع.. لقد حاولنا إمساك العَصا من المنتصف ـ معتقدين أن هذا هو الحل الأمثل ـ فلا استطعنا استمالة طرف من الأطراف العديدة ـ المختلفة أو المتصارعة ـ في الأوقات الفارقة التي تهدد مستقبلنا، ولا استطعنا إظهار قوتنا الحقيقية على فرض أننا نملك قوة أو بعضاً منها.

ونتيجة لذلك تعامل معنا الجميع بمنطقنا، فمسكوا هم أيضاً العصا من المنتصف، فخَذَلَنا من كُنَّا نعتقد أنه أقرب الأصدقاء، وجاءت الردود منه على كل استفساراتنا وأحياناً على استغاثتنا باهتة رمادية، لم تقدم ولم تؤخر من الموقف شيئاً، ما زاد الأمر تعقيداً لحظة بعد لحظة.

لقد انهالت علينا الكلمات التي كنا نستخدمها دائماً، فكانت أشبه بطلقات رصاص تخترق حاجز الصمت.. كنا مذبذبين، لا نميل إلى اتجاه ضد آخر، ولا توجد لدينا رؤية واضحة على ضوئها نتخذ قراراً حاسماً.


دهشة الحقيقة صدمتنا مع أننا كنا نهرب منها، حيث لم نكن نسمع أو نرى نداء الضمير الحقيقي في مواجهة نصائح خادعة ملأت السمع والأبصار، فقتلت قلوبنا، وجعلت عليها غشاوة، ففقدنا البصيرة، في حالة وصفها أشد الأعداء بالمؤسفة.


لكن هل بعد كل ذلك فهمنا الدرس أم ستظل الدائرة تدور وتعيد بناء نفسها مرة أخرى، حيث لم يعد الوقت يكفي؟ وهل سيكون وقتها إمساك العصا من المنتصف مرونة وحكمة أم مزيداً من الارتباك؟

اليوم، ينطبق علينا قول محمود درويش: «أصعب المعارك التي تخوضها في حياتك، تلك التي تدور بين عقلك الذي يعرف الحقيقة، وقلبك الذي يرفض أن يتقبلها».