الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لكلِّ زمان خطاب

لكلِّ زمان خطاب
إن البحث عن إثبات الوجدان في فضاء الحياة الرحب، على مختلف وجوه الحياة، أمر مقبول ومتاح للجميع، لكن إجبار الآخرين على ما نؤمن به من آراء أو حتى نظريات فلسفية، أو مقولات وأمثال قيلت في أزمنة وظروف مجهولة، فهذا أمر غير مقبول، ذلك أن الله سبحانه، خلق الناس بطبائع وثقافات وطرق تفكير مختلفة، فليس كل ما سمعنا به أو قرأناه من نظريات أو مقولات فلسفية يعتبر نهجاً ربانيّاً بحيث نجعل منه مساراً للجميع، وإلى جانب هذا فإن هناك كثيراً من تلك النظريات الفلسفية والمقولات وحتى بعض الأمثال، لم تعد تتماشى مع زماننا الحالي، بل إنها متعارضة معه ومتناقضة، فذاك زمان وهذا زمان، ولكل زمان خطابه الخاص به.
ومع ذلك لا يزال بعضنا يصرُّ على تقييد الآخرين ببعض تلك النظريات والمقولات التي عفا الدهر عليها، متناسياً أو جاهلاً أن كل النظريات سواء أكانت سلوكية ــ تربوية، أو المجالات الأخرى بما فيها التقنية، قابلة للتغير في أي لحظة، ولا تتمتع بثبات دائم، وأحسب أن الكثيرين في عالمنا المعاصر هم على قدر كبير المعرفة، التي أتاحت لكل إنسان حرية اختيار السلوك المناسب لإثبات وجوده في الحياة حسب كل زمان ومكان يوجد فيهما.
إذن علينا تصريف أمور حياتنا، سواء أكانت ذات صلة بالسلوك على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو التربوي، أو كانت في فضاء العمل المؤسساتي والنشاط القيادي، ما لم يتعارض ذلك السلوك مع مبادئ تعاليم الدين، وقيم العادات والتقاليد الاجتماعية.