السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«عودة شريهان» بمقاسات «كوكو شانيل»

«عودة شريهان» بمقاسات «كوكو شانيل»

ينتهي المشهد الأخير لمسرحية «كوكو شانيل» على صوت «إيديث بياف» لأغنيتها الأشهر على مر العصور «Non, Je ne regrette rien» ولعلها لم تتوافق كثيراً ومشهد المجد الأخير لشانيل في المسرحية، ولكن لطالما كانت إيديث بياف وستبقى صوت باريس وثورة الجمال واللحن والصورة.

يُسدل ستار المسرحية على عيون شريهان الدامعة، وهي ترى مجدها من جديد، حيث تجسد دور المصممة العالمية كوكو شانيل في هذا العمل الفني، وفي استعراض شانيلي بورجوازي قليلاً وكثيراً على طريقة الفودفيل Vaudeville في الوقت نفسه، فدموع المجد والنجاح بعد كل الآلام التي عانتها فنانة الاستعراض العربية شريهان تؤكد أن المجد للفن، الفن المقروء والمُصور المرئي، والمسموع والصامت.. الفنون جميعها بقاعدة ثابتة مبتكرة من الآداب هي بالتأكيد مرهم الآلام الإنسانية.

تاريخياً، فكوكو شانيل كانت صوت الثورة الفرنسية المستدامة وتحديداً ثورة الملبس، وقيوده التي أسرت المرأة الفرنسية أو لعلها المرأة بالعموم.. تلك القيود التي كسرتها شانيل حتى لم يعد للإبداع والابتكار سقف.

أما فنياً من خلال هذا العمل المسرحي فإن السيناريو كان ملهم الصورة، حيث إن صور مشاهد المسرحية لا يمكن أن تكتمل دون كتابة حقيقية، يجسدها السيناريو ويحفز أداء الممثلين، ولا يمكن أن تتحول خشبة المسرح إلى أرض واقع بمونولوج تراجيدي وأحياناً ساخر دون كتابة تظهر العمل من رحم ملتصق بستائر المسرح وخشبته.

لكننا إن تطرقنا للحديث هنا عن رسالة العمل، التي غالباً ما تكون جواباً للسؤال المطروح في بداية العمل، سواء كان مباشراً أو غير مباشر، خفياً أو متفرعاً خلال العمل الأدبي أو الفني، فكل عمل ما هو إلا بحث يبدأ بسؤال وينتهي بخاتمة يصفق لها الجمهور من إعجاب بالأداء أو بوضوح الرسالة أو أحياناً بالتقاط إجابة السؤال، غير أنه متى ما اجتمع كل ذلك في عمل واحد، فإن الفن والأدب يكونان قد حققا أهمية وجودهما لهذا العمل.