الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عالميّة الصداقة.. والأخوّة الجامعة

عالميّة الصداقة.. والأخوّة الجامعة
احتفل العالم باليوم العالمي للصداقة في 30 يوليو الفائت، وذلك بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2011 بالاحتفاء به كل سنة في 30 يوليو.

ويتفنن الجيل المعاصر في تكوين الصداقات عالميّاً باستخدام شتَّى وسائل التواصل الاجتماعي مثل: فيسبوك وإنستغرام وتويتر وواتساب وما إلى ذلك، حيث تعتبر الصداقة عاملاً جوهريّاً للتقارب والتضامن والتفاهم فيما بين الأفراد والشعوب والثقافات والحضارات.

وتزداد أهمية الصداقة اليوم في ظل الإحساس المتزايد بين الناس بالوحدة والخواء النفسي، الناتج عن الضغوط الذهنية بسبب زحمة الأشغال اليومية، وأيضاً بسبب جائحة كورونا التي شملت العالم أجمع، وهي مستمرة في الفتك به على نطاق واسع.


والصداقة اليوم بين إنسان وآخر هي وجه للأخوة الجامعة، عبْرها تقلل الهموم والأحزان والضغوط النفسية، وتجلب الطمأنينة والسعادة في الحياة، خاصّة إذا كانت الصداقة قائمة على البر والتقوى وحسن السلوك وإخلاص النية، وخالية من الكره والحقد والنفاق والكذب والخدعة والمصالح الذاتية، وقد صدق من قال «الصديق عند الضيق».


وفي مجتمعاتنا المسلمة من يحب الله سبحانه وتعالى هو من يكون مُخْلِصاً ونافعاً لغيره، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» (الترمذي).

هذا، والعالم اليوم ـ عرباً وعجماً ـ يعاني من مشاكل اجتماعية كثيرة حيث عمّ الفساد في البر والبحر، وتفشت الخيانة والعداوة والبغضاء، وزاد الطّمع فيما بين الأفراد والشعوب، ما أدى إلى انتهاك الحرمات، وسلب الحقوق، واغتصاب الأراضي والممتلكات، وتجاوز حدود الآخرين، والحل لكل هذا هو نشوء صداقة حقيقية بين الأفراد والبلدان، وذلك لإنهاء معاناة العالم شعوباً وحكومات.

لقد حان الوقت لنبذ الخلافات والنزاعات والخيانة والعداوة، وهذا زمن لمدِّ يد المودة والنصرة والتعاون والتعاضد والتعاطف تجاه الآخرين، حتى يعم الأمن والسلام والخير والسعادة في أرجاء المعمورة.