الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

«سوسيولوجيا الهجرة».. والإرث الحضاري

«سوسيولوجيا الهجرة».. والإرث الحضاري
قد تكون الهجرة البشريّة ظاهرة قديمة تعود إلى الحقب التاريخية الأولى، غير أن مظاهرها وآثارها تغيرت بمرور الوقت، وليست الهجرة مجرد انتقال مكاني من بلد إلى آخر، وإنما تغيير في الظروف الحياتية المحيطة والعمل.. إلخ.

وتعد قضية الهجرة من أهم القضايا التي ترهق المجتمع العالمي، كونها تسبب مشكلات للدول التي يسعى إليها المهاجرون، مثلاً: زيادة الجريمة، والاتجار بالبشر، وانتشار الأمراض الوبائية، كما تعد تهديدا لتركيبة الديموقراطية وضرباً للنسيج الاجتماعي.

ولعلّ من أهمِّ إسهامات المهاجرين في الأبعاد الاجتماعية والثقافية للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وأكثرها بروزاً، هو تقاسم تقاليد الأغذية والطهي، ما أدى إلى زيادة هائلة في التنوع الغذائي في العصر الحديث.


إننا اليوم أكثر ارتباطاً من أيّ وقت مضى فيما يخص الطهي، وإن أهم مناطق التنوع الرئيسية التي تسهم في النظام الغذائي الحديث أصبحت منتشرة في كل مكان.


وتساعد روابط الهجرة والتنقل والجارة على تيسير تطوير النظام الغذائي الحديث، وقد مثلت المأكولات مثل «الكاري الهندي» أو «دجاج تيكا مسالا» جانباً معترفاً به على نطاق واسع من مساهمات الشتات الهندي والباكستاني والبنغلاديشي بين مختلف الناس على المائدة داخل المطبخ.

ومن جانب آخر، يقدم المهاجرون إسهامات اجتماعية وثقافية كبيرة في بلدان المنشأ، حيث يجلبون معهم أفكاراً وقيماً وممارسات جديدة تسعى التحويلات الاجتماعية، وقيم تحويل هذه الأنواع أو تبادلها بطرق مختلفة.

إن القدرة على تقاسم وتقييم الظروف الحميمة التاريخية، مثل: إعداد الغذاء يسمح بفهم مساهمات المهاجرين باعتبارها «سوسيولوجيا الهجرة»، حيث يسهم المهاجرون في مجال الطهي، كما يكتسبون عادات غذائية جديدة في حياتهم الجديدة، وأحياناً يستوردونها إلى بلدانهم الأصلية.