تشعر بصعوبة في التنفس، حيث ينفث الشيطان بداخلها مشاعر اليأس والاستسلام، استجابت لنداء زوجها في الخروج بجولة قصيرة في الريف كي تستريح روحها من عناء التفكير المستمر والمحبط عندما صارحها الطبيب بمرضها الخبيث.
قالت: أخاف أن يأتي هذا اليوم الذي ينفذ فيه صبري حينما تتوغل خلايا هذا المرض، التي لها القدرة على غزو الأنسجة المجاورة وتدميرها.. لا أكذب عليك، تنتابني مشاعر قاسية أرهقتني نفسياً كأنها حرائق بلا دخان، فلا شيء أوجع من نهاية تنتظرها، من دموع تسقط فجأة من شدة الألم والانكسار.
قال لها: بداخل كل منا حياة نريد أن نعيشها، ولكنها تختلف تماماً عما تأخذنا إليه الأقدار، فلا توجد حياة تعيسة إلا من يسمح للأفكار السيئة أن تجعله ينطفئ من الداخل.. انظري إلى الورد الممتلئ بقطرات الندى في كل صباح وإلى تناغم الكون الذي يبعث فينا روح الأمل وتفاصيله التي تلهمنا القوة إذا ضاقت أنفسنا.
انظري إلى كل أثر فيها يحكي حكاية مختلفة من المعاناة والسقوط الحر، فكم من السائرين فيها توقفت عقارب الزمن بداخلهم بسبب الأزمات التي دمرت أنسجة الأمل، فشوهت إدراكهم للزمن وجعلته بلا معنى، فنحن دائماً نعيش في صراع مستمر بين أقدارنا، وبين ما نأمل أن نكون عليه، لذلك اكسري حاجز اليأس بنفسك ولا تجعليه يغرقك في بحر الألم، وليحتضن كل منا بقايا الأمل بداخله على قارب من اليقين، رغم ما يمر به من أحزان، فنحن أقوياء بنور الله، بعيدون كل البعد عن الراحة والسلام النفسي إذا حجبنا بجهلنا وقصور تفكيرنا.