الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

من أخفى البيضة؟

من أخفى البيضة؟
حميد الزعابي بوناصر كاتب ــ الإمارات

تفاجأ مزارع أثناء جمع البيض من حظيرة الطيور في الصباح وكالمعتاد، بأن بيضة البطة الوحيدة التي انتظرها لتفقس فرخ بطٍ آخر، حتى يكبر ذلك الفرخ ويبيض له بيضاً أغلى سعراً من بيض الدجاج، قد اختفت من الحظيرة.

لم يلاحظ المزارع أي قشور بيض تدل على فقس البيضة، فذهب إلى تفقد كل شبر وركن في الخارج من أركان الحظيرة، لكنه لم يجد أي أثر لأي حيوان مفترس دخل مثلاً وأكل البيضة! وفي الطريق إلى السوق قرّر المزراع حل لغز اختفاء بيضة البطة فور العودة إلى المزرعة، فلم يجد أمامه من حلّ سوى تمشيط الحظيرة كاملة، وما أن بدأ المزارع بذلك حتى لاحظ أن بيضة البط تحت كومة من القش، فصرخ في الطيور قائلاً: من أخفى البيضة؟ فقالت الدجاجة الأم: أنا من فعلت! فقال: ولماذا أيتها الدجاجة الأم؟ فقالت: أنت الآن تبحث عن الربح الأكثر والأسرع من خلال قلة العدد، فثلاثة من البط تغني عن الكثير من الدجاج وما يحتاجون إليه من الحبوب، بينما في الماضي كنت لا تبحث عن ذلك بقدر ما كنت تبحث عن ضمان العيش للجميع والرضا بالربح الزهيد.


واليوم، نجد أن ما كان يفكر فيه المزارع من خلال الاستغناء عن الدجاج، هو ما يفكر فيه اليوم الكثير من أرباب الأعمال من خلال تقليص عدد الموظفين لتحقيق الربح الكثير، بدلاً من إتاحة فرص عمل لكل رب أسرة ومعيل.


وإن كان الربح السريع هو سبب الغنى والشهرة فإن الفقر سبب البلاء الكبير.

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: [email protected]