الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

شكراً للألوان

شكراً للألوان
منى صالح النوفلي كاتبة وقاصّة - الإمارات

قيل: ما الفن؟ قلت: كل جميل

ملأ النفس حسنه كان فناً


عبرت أبيات أمير الشعراء عمّا وقع في نفسي عندما زرت، الأسبوع الماضي، معرض لوحات رسم أقيم في مركز جميل للفنون بإمارة دبي، تسللت ألوان الرسومات إلى أعماقي، فتنقلت بي من لوحة تلو الأخرى، لامستُ جمال مجموعة من المشاهد تحدثت عن بيئة في مكان ما بالعالم، وربما يكون متصلاً بصاحبة الريشة الزاهية التي نسجت تلك البهجة، أبرزت الفنانة مهارتها في استخدام أدوات غير مألوفة، ووظفت الألوان بأسلوب يدفع إلى النفس الشعور بالإيجابية، ويحثها على الإمعان في مواطن الجمال.


لعل تلك اللوحات المرسومة أدت أهم وظائف الفن التشكيلي في تغذية النفس بالجمال، وقد تطرّق فيبر بيرين، أحد أبرز المتخصِّصين في مجال الألوان وخصائصها العلمية والتاريخية والفنية في كتابه (الألوان والاستجابات البشرية) بالحديث عن قدم استخدام الألوان في عدة مجالات، فقد كان الأطباء والفنانون التشكيليون يستخدمون الألوان للتأثير على الأشخاص، ففي مجال الطب ساهمت الألوان في شفاء حالات مرضية نفسية وعضوية عن طريق تعريض المريض لألوان معينة حسب نوع المرض، وعلى سبيل المثال فاللون الأحمر يحسن وظائف ضغط الدم والنبض، أما اللون الأخضر فيعمل على تهدئة النفس والقدرة على التركيز.

وفي مجال الفن فهي متنفس للفنان للتعبير ومحفز نفسي للمتلقي، فكلما استطاع الفنان استخدام الألوان بعناية، استطاع أن يؤثر على المشاهد في تكوين أفكاره وإدراك جمالية لوحاته.

الدقائق التي مكثت فيها بالمعرض أخذتني للبحث والقراءة عن معلومات حول الألوان فحرّكت قلمي للكتابة عنها.. تلك الدقائق كانت امتداداً لسعادتي لوقت أطول بكثير مما قضيت أمام تلك اللوحات.. فشكراً لكل فن جميل يملأ نفوسنا بالراحة والسكينة والهدوء والطمأنينة.

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: [email protected]