الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مركز جمعة الماجد.. نبراس التراث

مركز جمعة الماجد.. نبراس التراث
د. صالح محروس محمد عميد كلية الآداب الجامعة الإسلامية بمنيسوتا - الهند

يعتبر مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، من أشهر المراكز التي تعنى بنشر وحفظ التراث والثقافة العربية، ويعتبر معلماً من معالم نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يهتم بجمع التراث العربي، خاصة المخطوطات وترميمها ونشرها، ونشر كل ما يهم الثقافة العربية والإسلامية من دراسات الباحثين على مستوى العالم.

لقد تأسس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي رسمياً بكتاب من وزارة الإعلام والثقافة بدعم كامل من جمعة الماجد، رجل الأعمال الإماراتي، ليكون هيئة علمية تُعنى بالثقافة والتراث. وتعود بداية المركز مع ميلاد فكرته لدى مؤسسه إلى عام 1988، إذ بدأ العمل باقتناء الأوعية الثقافية بمختلف أشكالها، ومن ثم حفظها لفهرستها وتصنيفها، وفي عام 1993 بدأت مرحلة تقديم الخدمات المكتبية للباحثين وطلاب الجامعات.


وقد كان جمعة الماجد من خلال أسفاره الكثيرة، يقوم بانتقاء المفيد من المطبوعات والمخطوطات فتجمّعت لديه خزانة كتب متنوعة، ما لبث أن ضم إليها مجموعة كبيرة من كتب قيّمة اشتراها من ورثة أحد العلماء، والتي كانت في ما بعد نواة للمكتبات الخاصة التي يمتلكها المركز.


وبالمركز عدة أقسام، منها قسم التراث الوطني الذي يهتم بتاريخ دولة الإمارات، ومنطقة الخليج العربي في العصور الحديثة والمعاصرة، ومن أهم أقسام المركز أيضاً قسم الحفظ والمعالجة والترميم، والهدف الأساسي منه هو القيام بعمليات الصيانة للمخطوطات التي تخضع لها ممتلكات المركز الورقية التي تشمل (المخطوطات – المطبوعات – الوثائق – الجرائد – المجلات – الخرائط).

وينظم المركز دورات تخصصية في مجالي الترميم والصيانة، ويعد قسم المخطوطات هو الركن الذي تتوجه إليه أنظار الزائرين، والباحثين، وعشاق التراث؛ فهو مستودع الذخائر وكنوز المعرفة التي خلفها السابقون من سلف هذه الأمة.

تربو مقتنيات هذا القسم على أكثر من 300 ألف مخطوط من المخطوطات الأصلية والمصورة، وأعمال هذا القسم تتمثل إجمالاً بإثراء مكتبة المركز بنوادر المخطوطات العربية والإسلامية الأصلية والمصورة، ثم فهرسة هذا المخزون التراثي المعرفي وتصنيفه بطرق متنوعة غايتها التيسير والتسهيل، ثم تقديم المفهرس منه إلى الباحثين كثمرة يانعة بغية تحقيقه ونشره بين الناس؛ لأنّ التراث هو الأساس الذي تُبنى عليه صروح الحضارة والتقدم. ويتولى قسم البحوث العلمية بالمركز إصدار «مجلة آفاق الثقافة والتراث» وهي مجلة فصلية علمية، تهتم بالقضايا الفكرية والثقافية المعاصرة والقضايا التراثية العلمية، وصدر العدد الأول منها بداية عام 1992، هذا كما نشر العديد من الكتب التي تخص التراث العربي الإسلامي.

ويضم المركز مكتبة ضخمة تحتوي على 350 ألف عنوان تقريباً، تتناول من الناحية الموضوعية قضايا الثقافة والتراث العربي وعلوم الدين الإسلامي واللغة العربية وآدابها، والتاريخ العربي والإسلامي، ويغلب على مقتنيات المكتبة الشكل المطبوع، إضافة إلى مواد غير مطبوعة، على شكل وسائط متعددة أو مصورات رقمية.

وتأتي اللغة العربية في الدرجة الأولى، تليها الإنجليزية، ثم الفارسية، ثم الفرنسية، ثم لغات أخرى. بالإضافة إلى المكتبات الخاصة التي أنشأها وأفاد منها علماء وأدباء ومفكرون من أقطار شتى، ثم آلت إلى مكتبة المركز لتثريها بالكثير من الكتب والنوادر.

من كل ما سبق، نجد أن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث قبلة الباحثين ومنارة ثقافية عربية بأقسامه المختلفة للحفاظ ونشر التراث العربي الإسلامي، فحق لنا أن نفخر بهذا الصرح العلمي المميز عالمياً.

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: [email protected]