الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

حرب أكتوبر.. وسلام الشرق الأوسط

حرب أكتوبر.. وسلام الشرق الأوسط
مصطفى عبدالرحمن أبوعبده باحث في الدراسات الاستراتيجية ـ مصر

مثلت انتصارات حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، تجسيداً للإرادة الشعبية المصرية المقاتلة التي سجلت ملحة للتلاحم بين طوائف الشعب المصري والتفافها حول قيادتها السياسية وقواتها المسلحة الباسلة، من أجل أن تسطر بأحرف من نور هذه الإرادة، وقدمت التضحيات من أجل استعادة الكرامة والأرض.

لم تكن حرب أكتوبر انتصاراً عسكرياً فقط، بل كان لها دور كبير في إحداث التغير الاستراتيجي في إدارة الصراع باتجاه السلام، بعد أن قامت بتحييد القوى الدولية المساندة لاحتلال الأرض بدخول قوي، وإضعاف نظرية التفاوض القائمة على وجود طرف منتصر وآخر مهزوم، لتتحول إلى إمكانية تحقيق السلام بطريقة عادلة ومنصفة، ووضعت القضية الفلسطينية في مكانة دولية تكرس لحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه بكافة الوسائل وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية.


ظهر جلياً خلال تلك الفترة التلاحم العربي مع مصر وسوريا في حربهما العادلة، بل إن الدول الأفريقية وغيرها ساندت الحقوق العربية في كافة المحافل.


قدمت العسكرية المصرية تجربة في ضرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، والحصون المنيعة وصنعت باحترافية المأزق العسكري فأصبحت تدرس في كليات الحرب العالمية، وعبرت عن العقيدة المصرية القتالية التي لا تترد في الذود عن أوطانها وعن الحقوق العربية مهما طال الزمن.

لا شك أن روح انتصارات أكتوبر لا تزال منهلاً من أجل العبور إلى المستقبل، وهو ما تتبناه القيادة السياسية المصرية التي تؤكد دائماً على أنه لا يوجد مستحيل، وأن مصر دولة منيعة على أعدائها، ولا تتخلى عن حقوقها وتحرص دائماً على دعم مرتكزات الأمن القومي العربي، وعن استقرار وأمن الدول العربية الشقيقة بما يحقق الأمن والسلام الدوليين.

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: [email protected]