الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

صرخة الفن في «ساحة التحرير»

صرخة الفن في «ساحة التحرير»
بقلم: حسين الربيعي كاتب ـ العراق

منذ فجر بزوغ الثورة السلمية في العراق اكتظ الشارع بالتحديات، صراع بين الخير والشر من أجل البقاء، وآخر لأجل إثبات الانتماء للتربة.

للشر أساليب في ردع الخير، وهذا جليٌّ للجميع، حيث يستخدم العنف لإيقاف حركة التقدم ونشر السلام، وبث الرعب في صفوف المتظاهرين من قتل وخطف وتهديد وحركات بذيئة، ولكن الدنيا تنضج المرء بحوادثها فيتحول من حال إلى حال وينتقل من طور إلى آخر حتى أصبح الأحرار في ميادين اعتصاماتهم لا يقيمون لأعدائهم وزناً، ولا يحسبون لهم حساباً، والعجيب أنني سمعت شخصاً يقول: «النوم هاهنا في ساحة التحرير خير لي من المبيت في بروج مشيدة».


أولئك المرابطون نظروا إلى ساحة التحرير نظرة وطن يُباع، وشعب يُنهب.. وقفة نصر وحرية، ولا أريد أن أسهب في مدحهم كثيراً، إذ إن الألفاظ تعجز عما تريده المعاني.


ولكن في محط ركابي إلى ساحات الاعتصام وجدت سلاحاً قيماً تتمتع به الثورة، أعتبره روح الثورة، ألا وهو الفن. للثورات في العالم ألوان يتسلح بها الناس فتراها في كل بقعة من الأرض لها لونها الخاص ولكن الذي يستوقف الأبصار هو اللون الذي اعتمدته الثورة السلمية في العراق وهو الفن فهو الذي يضاهي كل قواعد الصواريخ الباليستية ويسبقها في التقدم.

فتجد رسماً على الجدران بعد موتها وإحياءها بالفن من غناء وموسيقى، فكأن العازف يقول قررت أن أفقد القدرة على الكلام وأن أعيش في الموسيقى، وغيره الكثير، فكل من هذه الصور ما هو إلا أشكال من الكفاح والصمود.