الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

عقوبة رومانسية

عقوبة رومانسية
بقلم: أمل حاجي كاتبة وشاعرة ـ الصومال

كثير منا يسعى إلى ممارسة العقوبة على من يُخطئ، سواء في مجال العمل، أو الأسرة، وعلى كل الأصعدة، وهكذا نقضي أيامنا في الاستعداد للبحث عن حُجة للتعبير عن غضبنا وسخطنا، لنمارس من خلالها عقوبة تليق بمن أخطأ.

وبدوري، قررت اليوم، أن أدعو الجميع إلى الإسراع في تطبيق الجزاء وتنفيذه، ولكن بشكل آخر، ونمط إيجابي مُبتكر، يُجنّبنا الصراع ويغرس في قلوبنا الاطمئنان، وقد أطلقتُ على مساري هذا عنوان: «معاقبة رومانسية» أختصر فيه منح هدايا لطيفة، تزرع السعادة في قلوب مُتلقيها، فعلى سبيل المثال: تقديم بطاقة تحوي عبارات أنيقة، أو باقة من الزهور الجميلة، ابتسامة، أو قطعة حلوى صغيرة، فكل تلك المبادرات المُغرية ستُعرّف الطرف الآخر ذنبه، من جهة، وسوف تزرع فيه شعور الخجل من تكرارخطئه مُجدداً، وكذلك ممارسة العقوبة الإيجابية على الأطفال والأبناء، وهذا سيُعزّز من نموّهم بشكلٍ سليم، ويقوّي ثقتهم بأنفسهم.


كما أن تطبيق شريعة الحب وعقوباته الجميلة، سيُوّلد بداخلنا الكثير من اللحظات المدهشة والمُشعة، وبما أننا في شهر فبراير، الذي هو عنوان للحب والعطاءات الكثيرة، لنُجرب معاً أن نُكافئ المُسيء، وأن نُجيب على الشر بفعل الخير، ليس فقط للتخلص من مشاعر الاستياء والغضب، بل لاعتماده فرصة لتلافي الخصام والبغضاء، وابتكار الطرق والوسائل لمقابلة الإساءة بالإحسان. علينا تجنب ردة الفعل الفورية، لأن ذلك يقينا الوقوع في شِباك الانتقام والضغينة، ويعلمنا مهارة التحكم بالأعصاب، وتطبيق فنون الردود المتأنية.