الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

عجزنا المؤلم

عجزنا المؤلم

الساحة (4)

بقلم: حسين علي غالب كاتب وأديب ـ بريطانيا

تسارعت الجامعات ومراكز البحوث، كل منها حسب اختصاصها، لكي تقدم ما في جعبتها في هذه المرحلة الحرجة والحساسة من تاريخنا الإنساني، ذلك لأن البشرية بأسرها لم تشهد وباء مرعباً مثل كورونا، منذ وقت طويل للغاية، لذلك تقدم أدوية ولقاحات ونصائح ودراسات ونظريات للوضع الحالي، وحتى المستقبلي، مجاناً، لأن مصير البشرية على المحك، وهذا الوباء لن يفرق بين هذا وذاك، فالكل ضمن دائرة الخطر المتنامي، والعابر للحدود والقارات، والمخترق لكل المجتمعات، والمانع لكل التجمعات، مهما كان عددها.

كم كنت أتمنى أن أجد من يخرج من قلب أمتنا، ليقدم ما عنده.. لكي لا نطمس رؤساءنا ونحن «لا حول لنا ولا قوة»، رغم أننا من أكثر الشعوب أعداداً في نِسب الخريجين الجامعيين، بل يكاد يصبح أكثر من ربع شريحة الخريجين عندنا، قد وصلت للمراحل الأكاديمية العليا، وبمقدمة اسمهم نجد حرف «د».


لا شك أن كثيرين منا قد أدركوا اليوم، أهمية البحث العلمي، وقيمة توفر المعلومات والبيانات مهما كانت قليلة، فقد كنا دائماً نقدم مبالغ رمزية هزيلة للمؤسسات البحثية، ولهذا هي عاجزة عن تقديم ما هو مفيد، بينما الدول المتقدمة تخصص ميزانيات ضخمة للبحث العلمي، ناهيك عن التبرعات التي تصلها من الشخصيات المشهورة، وحتى من أفراد المجتمع العاديين.


كورونا بالنسبة لي ليس وباء وحسب، بل هزة عنيفة على كل الأصعدة، حتى ندرك أن كثيراً مما نقوم به، هو هراء وبلا قيمة وفائدة، والعاقل هو من يتعلم من دروس الماضي، والحاضر أيضاً.

للنشر والمساهمة في قسم الساحة :[email protected]