السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

سراج حياتي.. هناك نلتقي

سراج حياتي.. هناك نلتقي

الساحة (4)

هويدا عبد العزيز صحفية ــ السودان

لأول مرة قلمي يعجز عن التعبير.. لا أعلم كيف يجب عليَّ أن أبدأ و كيف لي أنهي كلامي، لكن كل ما أعلمه أن قلمي هو الذي يترجم احاسيسي .

والدي العزيز مرّ على فراقك شهران وها نحن مقبلون على رمضان، وأنت لست معنا مثل كل عام، فأضاء الله قبرك وجميع قبور المسلمين بالنور .


وأنا اكتب الآن يمرّ أمام عَيْنَيْ شريط ذكريتانا سويا..ً ضحكتنا وهمساتك لي، ربما كنت أنا الأقرب لك من بين إخوتي لكني أعرف أنك كنت تجبنا جميعاً.. أنني لا أستطيع حصر المواقف والذكريات معك، غير أنني أستطيع القول انها « من أجمل لحظات حياتي».


أخبرك والدي ان ضحكتك لا تزال مجلجلة في منزلنا، وحتى لحظات توبيخك، وشيء يحيط حولي يذكرني بك، حتى التفاصيل الصغيرة، من مثل: مكان شرب قهوتك الصباحية، تصفحك لتطبيق «الواتساب »، مقاطع التسجيل الصوتية التي ترسلها لنا ولأصدقائك .

لا أريد أن استرجع ذكريات المستشفى لأنها مؤلمة، مع أن ليالي مكوثك هناك كانت معدودة، كما لا أود أن أتذكر أصوات الأجهزة في قسم العناية المركزة وتحديد صوت جهاز القلب، ولا أود أن أتذكر جهاز الأكسجين، الذين تحاول إخراجه لتتحدث معي.. آه يا لها من ذكريات قاسية ومؤلمة، تمنيت اليوم لو أنها كانت حلما أو حتى كابوسا، ولم تكُ واقعاً.. سوف أتذكر فقط ابتسامتك التي رغم ألمك كانت موجودة

ولدي العزيز سأظل ابنتك المجتهدة، التي تسعى دائما للتقدم، وتجتهد لتحقيق أحلامها وأهدافها .

والدي الغالي، والعزيز أنت «عبد العزيز»، وأنت بالفعل عزيز رحمك الله.. في جنات النعيم هنالك نلتقي إن شاء الله، يا سراج حياتي .