الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تناغم الكون.. إدراك للذات والفكر

تناغم الكون.. إدراك للذات والفكر
عصام كرم الطوخي كاتب ومؤلف ــ مصر

عندما تصبح واضحاً مع نفسك بشأن ما تريده، فإنك بدون أن تشعر تجذب بقيّة الأشياء الأخرى التي تساعدك على الخطوة التالية لتكمل السير إلى الوجهة الصحيحة التي تريدها، فأنت لست مطالباً أن ترى بقية الطريق لأنها في علم الغيب.

إذن،عليك فحسب أن تبدأ الخطوة الأولى، فإذا كنت تقف في مكان مظلم، وتريد أن تصعد السلم فكل ما عليك أن تتحسس الدرجة الأولى، فإذا وجدتها فقد صنعت شيئاً عظيماً بأهم خطوة للصعود والبقية تأتي، فأنت لست مطالباً بأن ترى بقية الدرجات، لأنك أصبحت على يقين بقرب خطواتك من الوصول إلى هدفك.


ثق أن بقيَّة الأشياء التي حولك أو تلك التي ستصادفك في طريقك سوف تجدها تتفاعل وتتواصل معك، وتساعدك على أن ترى بقيَّة الطريق بوضوح.. كل خطوة تخطوها تجذب الخطوة الأخرى، وثق بأن كل الاختراعات والاكتشافات والتطور الذي نراه بأعيننا الآن بدأ من فكرة واحدة، قد تكون متعثرة مبهمة منعدمة، ولكنك أردت أن تجعل لها وجود باحتضانك لها وتشبثك بها، فاجعل بينك وبينها حالة من التناغم الكوني، وتأمل الفكرة ونميها بطاقاتك الإبداعية، وإيمانك المطلق، لتثمر لك حقيقة مذهلة لم تخطر بخيالك يوماً ما، ولأنك أخذت بالأسباب، فسخر الله لك النور وهداك لما فيه الخير.


فالكون سُبب له من الأسباب ومن الوفرة في كل شيء، لكي يتناغم مع من يسع إلى أن ينمى خلايا الإبداع بداخله بإدراك واكتشاف قوى الروح والعقل من القوانين والإمكانات والقدرات العظيمة التي وهبها الله له، فإدراكنا ومعرفتنا الصحيحة بقوانين الذات والكون تجعلنا نستطيع التحكم في تلك القوى الخفية أو القدرات المبهرة، التي من خلالها نستطيع أن نغير الكثير، وإذا استخدمناها بجهل أو عن عمد فستكون النتائج سيئة للغاية.

فتناغم الكون مع أفكارك يأتي في صورة اتجاهات تطورية بادراك المبادئ الأساسية للأشياء، وكلما أدركنا أصل ما نسعى إليه أو ماهيته كان من السهل علينا فهم كثيراً من تناغم الأشياء مع بعضها البعض من أجل البقاء في الحياة برقي وفهم واعٍ لها، فبقدر ما يعطي الإنسان من جهد أصيل يأخذ الخير الكثير بشرط فهم المصدر الحقيقي لأصل الأشياء، فأسع إلى حقيقة كينونة المال لتحقيق منافع عامة وليس شخصية فقط، وأسع التقرب من الناس وليس التعالي عليهم، وإلى اكتشاف المواهب المهملة بداخلك لإنارة الكون وليس إلى الشهرة.. حتى لا يموت الهدف بداخلك بمجرد تحقيق الهدف منه.

فلنتناغم مع البيئة والكون ومع أنفسنا حتى نستشعر السعادة المفقودة بيننا، فكل ما يعكر صفو الكون يكمن في حالة التنافر بيننا وبين أنفسنا، وينعكس ذلك على الطبيعة بنشاز كوني خطير.

يجب أن يسعى كل منا لأن يكون عازفاً ماهراً فيما يجيده، ويحرص أن يتعايش مع الآخر لكي نرى التناغم المبهر في كل الأشياء التي تحيط بنا، وحتى تكتمل السيمفونية الكونية مع سائر الموجودات مما يعطينا فهم أعمق للجزء الأكثر روعة لآلية خلق كل ما هو مبدع ورائع في حياتنا.

يتوقف تناغم الكون معك على ما تفكر فيه، فكل شيء في الحياة من السهل أن يكون مصدر سعادة لك، إذا كان تفكيرك يتجه نحو ذلك.. اجعل عنوان حياتك كيفية جنْي السعادة والفرح بهدايا ونعم الله عليك.

تحسس طريقك وتمسك ببصيص النور واليقين، واحرص عليه أن يظل مشعاً بداخلك، فأنت في أشد الحاجة إليه في كل خطوة تخطوها، ومهما كانت الخطوة بطيئة استمر، فقد تكون على بعد خطواتك قليلة من تحقيق هدفك.