كُنْتُ أبحثُ

مريم الجامع صانعة محتوى إعلامي ـ الإمارات

كنتُ أبحث دائماً عن شيء ما.. كنتُ أبحث عن جامعة مناسبة، عن تخصص يشبهني أو يمثلني، وعن وظيفة وعن كيان يوظف مهاراتي ويصقلها.

كنتُ أبحث عن أصدقاء، رفقاء للدرب، وبين هذا وذاك كنتُ أبحث.

وفي تلك الفترة التي صمت فيها العالم، وهدأ كل شيء كنتُ أنا هناك.. أبحثُ عن شيء ما.

الهدوء والركود اللذان عاشهما العالم، أو إلى حدٍ ما يعيشهما إلى الآن لم يغيِّرا في رحلة بحثي.. لكني في هذه المرحلة كنتُ أبحث عن السبب الذي يقودني إلى هذا البحث.. كنتُ أبحث عن ذاتي! نعم.. ذاتي.. ويا له من بحث مضنٍ.

إن هذا العمق، والبحث المستمر، والنتائج مهما بلغ نجاحها أو فشلها، والتجارب اللامتناهية وغيرها.. كلها كانت في سبيل الوصول إليّ بالرغم من التجاهل والهروب إلا أنني هُنا اليوم.. أبحث عني بين كل شيء.

غير أن الفرق الوحيد بين مراحل البحث هذه، هو: أن مرحلة بحثي الآن لا تشبه غيرها.. فأنا أبحث عن نفسي بتقبلٍ تام وبرضا، وبيقينٍ تام بأن الكمال لله وحده، وأن رحلة البحث هذه لن تتوقف، وأن الدروس التي سأمر بها، والصفعات التي سأتلقاها ليست بالسهولة التي أتوقعها، أو حتى التي أريدها.

وخلاصة بحثي إلى الآن، هي: التقبل والخوض في الحياة، ورؤية الصورة الكاملة في نهاية هذا السباق، وعلى يقين أن تكون هذه الصورة أفضل مما تريد وأريد.. أن تكون كما يريدها الله.