الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الآن.. جديد دائم

الآن.. جديد دائم
ابتسام عطاالله الرمحين كاتبة وليسانس ترجمة ـ لبنان

هناك مقولة مفادها: «الجرح هو المكان الذي ينفذ الضوء إليك من خلاله»، ومع ذلك يبقى كثير من الناس أسيراً للتجربة القاسية، التي مرَّ بها حتى بعد انتهائها، لأنه يعجز عن تخطِّيها، ويعود هذا إلى كوننا نحن كبشر لسنا متساوين في قدرتنا على التحمل ومواجهة الصعاب، إذ إن أي تجربة قاسية، تدفعنا إلى السقوط في دائرة الألم، الحزن، اليأس والإحباط، تجعل منا شخصيات هشة، ضعيفة، ونحتاج لبذل جهد كبير حتى نتخطَّى ما نمر به.

غير أن التجارب مهما كانت ثقيلة وصعبة وقاسية، فإنّه ليس من المستحيل إزالتها، فحتى الجبال الصلبة تتحطّم وتتصدّع، لهذا فليَعُدْ كل منّا بذاكرته إلى الوراء، ويسأل: أين هي الآن تلك التجربة الصعبة التي عشتها؟


سيجد الإجابة في أنه عانى كثيراً لتجاوزها، وهذا أمر طبيعي، فلكي تدفع أو ترفع شيئاً ثقيلاً لا بدّ من طاقة تتناسب مع ثقل الشيء المدفوع أو المرفوع وهي موجودة في داخل الإنسان لكنها في سبات عميق، ولن تنهض من سباتها إلا في أوقات الشدّة والأزمات الخانقة لتجابه التحدي الخارجي، لذا علينا ألّا نسمح بضعف الإرادة، ولين العزيمة، وتذكر أن قوتنا تكمن في قدرتنا على مواجهة الصعاب لا الاستسلام لها، فالصعوبات التي صادفناها ما هي الإ مرآة خلفية ترينا الأحداث الماضية كي لا نقع فيها مستقبلاً.


لهذا، علينا القيام بإعادة بناء أنفسنا من جديد، فكل لحظة حاضرة هي فرصة جديدة دائماً لنبدأ، والجديد دائماً هو الآن.