الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جمال الروح.. والخدود

جمال الروح.. والخدود
د. جابر بريشة نائب رئيس جامعة المنيا سابقاً ـ مصر

بداية، بدون أن أتقمص دور الداعية دعونا نفكر بالعقل، ألم يقسم ربنا أنه خلق الإنسان في أجمل صورة؟ نعم أقسم وقال:«وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ»( سورة التين ــ الآية من 1 إلى 4) ومعنى ذلك أن الشفاة والخدود الحمراء بالشكل المقزز الذي يفعله الماكياج، ليست هي الشكل الجميل وإلا كان ربنا خلقهم كذلك، حتى لو الشيطان أفهم بعضا من الناس أن شكلهم ليس جميلاً، فلابد عليهم ادراك أن أشكالهم أختاراها لهم لحكمة يعلمها.

من ناحية أخرى، فأن حديث الناس هو جواز مرورهم نحو قلوب الآخرين ولذلك قال سقراط «تكلم حتى أراك»، ولم يقل تكلم حتى أسمعك، وقديما قال الإمام علي كرم الله وجهه «الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام».


لذلك لا يتم التركيز في الزواج على جمال الشكل فقط. إذ كثيرا ما تكون المرأة جميلة مادامت صامتة، والرجل منبهر بها وأول ما تتحدث يتمنى الرجل سكوتها عن الحديث.


في أحيان أخرى تكون المرأة ذات جمال عادي، لكن في حديثها أدب وثقافة في جوانب متعددة ومعرفة، وتمتلك جاذبية لا يشعر الرجل معها بالملل وهو يسمعها، وهذا هو جمال الروح.

يبقى، أن تفرس وجوه الناس، يوصلنا إلى نتيجة، هي: أن الصحة تضفي على الرجال والنساء جمال فائق، وليس الماكياج، لهذا كله على الإنسان الاهتمام بصحته، لكي يبقى شكله جميلا، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، والطريق واضح.