الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أنا.. وثورة الزجاجة

أنا.. وثورة الزجاجة
نوال يتيم كاتبة وشاعرة ـ الجزائر

القدرات التي كان يعتقد أنها وقف على العقل أصبحت ممكنة التحقق بواسطة الآلات التكنولوجية، ولم يعد أمر بث الأفكار يحتاج لممارسة معرفية شكلية ومضمونة دقيقة بقدر ما يتطلب زراً إلكترونياً يبرمج المتلقي حسب حاجة في نفس المبرمج لا أكثر، فيبلغ معناه الأصيل بـ«اضغط هنا» فيضغط وينفجر وقد يعود من رحلته تلك ولكن بأجزاء منقوصة، ويكون قد تحقق هدف صاحب الزر.

فنحن عادة نتحرك بسياسة ردود الأفعال التلقائية الهائجة بلا منطق عقلي متجذر، حيث أصبح من السهل التحكم في انفعالاتنا فنثور ونهمد ويصيبنا الزهايمر بين اللحظتين، ولا ندري أي هدف لنا من كليهما، ولا نصدر قرارات حاسمة بقدر ما ننفجر بلا سبب عميق للتغيير لطالما عرفت أننا رواد نظرية الزجاجة، يرجنا أحد ما، أو فكرة ما، نحو قناعة بأن أيادي أجنبية تسيطر علينا مع أننا نحن من يطيع، من يتبع القطعان، بل ومن يقف على قاعدة منحرفة وما كان الله ليمكّن أحداً منا لو استقمنا.


إياكم أن تعبثوا بما لا تعرفونه من الأشياء.. هكذا دائماً تنصحنا أمي، فكنت أنظر للزجاجة بكثير من الحيرة والتساؤل: لو كانت بشراً سويًّاً، لماذا تنفجر بسهولة مع يقينها بأنني لا أعرفها حق المعرفة، ويمكنها ببساطة أن تتجاوز حركتي بهدوء فلا يثيرني هيجانها، ولا أستمتع بثورتها، طالما لم تكن لها ردة فعل تجاه حركتي كمن تجاهلني؟


عموماً تثور الأشياء عادة بحركة يصاحبها إصلاح.. فلماذا كلما ثارت الزجاجة أفسدت؟