سرّ السعادة

عصام كرم الطوخي كاتب ومؤلف ــ مصر

ليس كل ما يخطر على بالنا ونفكر فيه يكون بالضرورة يتوافق مع أهدافنا، إذْ لابد من انتقاء الأفكار بغربلتها ليسقط منها كل ما يعيق عنها الرؤية الحقيقية، والإبقاء على ما يخدم الغرض الذي نسعى إليه، فالتحكم في أفكارنا شيء يعزز من قيمة أهدافنا برؤيتنا الصادقة لأنفسنا.

في كثير من الأحيان نفقد السيطرة على أنفسنا، خاصة عندما يغزو عقلنا الشعور بالإخفاق، لحظتها نستدعي مشاعر وأفكار سلبية قد تؤدى إلى انعدام القيمة بداخلنا وعدم تقدير ما نقوم به من عمل، وقد ننظر إليه بتفاهة، هنا لابد أن يكون إحساسنا بالذات أقوى من أي وقت مضى لأجل أن نتماسك أمام ما نمرُّ به في الأوقات العصيبة.

إن جوهر حياتنا لا يكمن فيما نملكه من أشياء ماديّة ولكن في الارتقاء بأرواحنا، ما يعني أن سر سعادة أي إنسان يكمن في محاولة ضبط النفس وترويضها، من أجل أن نجد معنى وقيمة لما نسعى إليه، فنحن نخوض معارك شرسة كل يوم في حياتنا، والصادق مع نفسه يتماسك بكل ما لديه من وسائل تعينه على مواجهة مخاطر إسقاط الذات في فخاخ لعبة الحياة.

قد يخسر الإنسان ذاته عندما لا يدرك حقيقة وجوده، لأنه من السهل أن تغريه مُتَع الحياة، فينجذب لها بسهولة، حيث أشياءها المادية والرغبة الجامحة في الثراء الذي لا حدود له بداخله.

لذلك عليه أن لا يترك حياته للمصادفة، وإذا كان لا يدرك ماهية ذاته، فليبحث عنها، ويعيد ترتيب أفكاره، من أجل أن يجد لها معنى وقيمة، وهدف حقيقي يسعده، ويعود بالنفع على من حوله، فمتعة الحياة في السعي فيما نؤمن به وليس في تحقيق الثمرة النهائية