الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الصبر.. ومصائب الأمم

الصبر.. ومصائب الأمم
د. معراج أحمد الندوي أستاذ بجامعة عالية كولكاتا - الهند

تأتي في حياة الإنسان أيام يشهد فيها البعض من الحوادث التي تهز مشاعره، وتخيب أمله، وتثير تساؤلات حول هويته ووجوده، وتغلب على نفسه الأحزان والزفرات، فيشعر بخيبة الأمل من الناس والنظام والسياسة والعدالة. ربما يبتلى الإنسان ببلاء يرى أنه لا سبيل لدفعه، كما أنه قد يستأهل بالخير ولكن الظروف والأوضاع لا تسمح له، وفي هذه الحالة ليس له إلا الصبر والتحمل، والصبر ليس مُجرّد كلمة تُردّدها الألسنة وتحملها القلوب، إنّما هو الذي لا يُصاحب السخط والقلق. إن حياة الأمم والشعوب لا تخلو مما يستوجب الصبر، ولكنه لكل بمقدار حسب قدر ما يواجهه من الأذى والضيق، ولكل مجال يستوجب الصبر حسب حاله وما يواجهه من ظروف وتحديات ومعوقات. الصبر لازم ومن مقتضيات الحياة، كما ذكر الله في كتابه الكريم «وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّه وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ» (سورة النحل ـ الآية: 127). الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له، فالصبر للمسلم واجب في الحياة الفردية وفي الحياة الجماعية. قال أمير الشعراء أحمد شوقي: صبراً على الدهرِ إن جلت مصائبهُ إن المصائبَ مما يوقظ الأمماَ إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن تَوَلَّت مضوْا في إثرِهَا قُدُما إن الأحزان مهما طالت لا تدوم، وأن الكروب مهما حلت لا تبقى، لذا عينا أن نصبر عليها عليها صبراً جميلاً، فإنه لا يوجد كرب إلا ومعه فرج، ولا يوجد صبر إلا ومعه نصر.