السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

اعرف من تصاحب

اعرف من تصاحب
حنان هلال راشد النعيمي كاتبة ـ الإمارات

«تفكَّر قليلاً قبل أن تندم كثيراً».. بهذه الكلمات البسيطة أبدأ مقالتي، لا لأخبرك بل لأذكرك، وأقول: فكَّر ثم فكّر، ولو قليلاً، قبل أن تختار صديقاً تفتح له قلبك وتبادله أفكارك وتشاركه أحاسيسك ومشاعرك، لتأتمنه على أسرارك فيخونها، فينتهي بك المطاف في دوامة الندم، وأنت في غنى عن ذلك بقليل من التفكر، فكم من صديق وهبت له نفسك، فأهانها، ووثقت روحك به فخانها، ورجوته لعون نفسك فردَّها، وأنت أعلم. إن تهاون البعض في علاقاته وفي سوء اختياره للأصدقاء قد يورده المهالك، فالصديق ليس من يجالسك في أسعد لحظاتك أو من يسلّيك في أوقات فراغك، أو من يحادثك ليلاطفك كما يظن كثيرٌ من الناس، كلا وألف كلا، بل الصديق من يغذّيك بالإيجابية حين يأتيك اليأس لتشرق بعدها، يرفع همتك عند ضعفك لتُنجز، يسهر على راحتك وقت الألم لتتعافى، الصديق هو ذلك الشخص الذي تلجأ إليه في كبوتك، فينير ظلمتك، ويؤنس وحشتك. قد يقول البعض لِمَ كل هذا العناء، هو مجرد صديق وانتهى الأمر؟.. كلا يا عزيزي، أخبرني من تصاحب أخبرك من أنت وما هو مستقبلك، فـ«الصاحب ساحب»، ولذا إليك هذه المعادلة الرائعة، والتي تجيب عن سؤال: كيف أختار الصديق الرائع؟.. الأصدقاء 3 أنواع، إما صديقٌ كالغذاء، وإما صديقٌ كالدواء، وإما صديقٌ كالداء. فصديق الغذاء يجب أن تكثر منه لمنفعته عليك كمنفعة الغذاء للبدن، أما صديق الدواء فهو صديقٌ تتخذه عند الحاجة فقط، كحاجة الجسم للدواء عند المرض، أما أخطرهم فهو صديق الدَّاء الذي يشقى به الإنسان دائماً، فإن ذهبت تصلحه أفسدك، كالمرض المعدي لا علاج له سوى الابتعاد عنه، ولكم أترك قرار الاختيار.