الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

آه يا لبنان

آه يا لبنان
عبدالله العولقي كاتب ـ السعودية

بعد أحداث مرفأ بيروت الأخيرة، حرصتُ على قراءة رأي الكُتاب والمثقفين اللبنانيين حول الكارثة، الكل يتحدث بلغة الألم، فترى الدموع من خلال الكلمات والأسلوب، والكل يلعن السياسة وما جلبته مصالحها من الطائفية النتنة، والفتنة المذهبية، إلى هذا البلد العظيم. أربعون ألف لبناني اصطفوا ووقعوا وثيقة لزائرهم الفرنسي إيمانويل ماكرون، يطالبون بعودة الانتداب الفرنسي لبلادهم، وحينها عجت وسائل التواصل اللبنانية بصور بيروت القديمة أيام الاستعمار، والتي ظلت مباهجها ومحاسنها حتى بعد خروج الفرنسيين بفترة ليست بالقصيرة.. مشاعر الوجع تنتابهم وهم يتأملون كيف تبدلت مدنهم ومرافئهم وضيعاتهم إلى هذه الصورة البشعة، فبلادهم لم تعد سويسرا الشرق، وعاصمتهم لم تعد باريس العرب، وسهولها وجبالها وشواطئها لم تعد مزاراً للمصطافين وملعباً لذوي السياحة والثراء. قبل أشهر قليلة من كارثة المرفأ، خرج اللبنانيون في مظاهرات شعبية بعنوان (كلن يعني كلن)، ويقصدون أن مطالبهم تشمل إرهاب حزب الله وعبثيّته في مقدرات وطنهم، لأن الجميع في لبنان بات يدرك وعلى كافة الانتماءات والطوائف أن حسن نصرالله هو السبب الأساسي في كل كوارث ومصائب لبنان، فتبعيته المطلقة لعمائم طهران وأيديولوجيّته العقيمة جعلته مجرد أداة روبوتية رخيصة مرتهنة للخارج، ولبنان والوطنية آخر حساباته واهتماماته، فكانت أحداث المرفأ وحرائقه التي لا تبعد كثيراً عن فاجعتَي هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية نتيجة طبيعية لهذا السلوك الإرهابي.