الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لفائف الوجدان.. ومعاني الحياة

لفائف الوجدان.. ومعاني الحياة
د. محمد سعيد حسب النبي أستاذ جامعي ـ مصر

من الذكريات التي لا تنسى، والتي استدعتها أحداث بيروت الأخيرة، مشاركتي في مؤتمر تصنيف الجامعات عام 2010، وأذكر أني كنت أعرض بحثاً عن تصوري لدور المعلم الجامعي الذي ينبغي أن يبحث في طلابه عن كوامن التميز والإبداع ليصقلها وينميها، لنربح مبدعاً أو موهوباً ينضاف إلى قوائم المبدعين في المجتمع.

أذكر أيضا: أن بعض الأساتذة من المشاركين في المؤتمر لم تعجبه الفكرة، وقد أجبت يومها أن تصوري ليس حديثاً وإنما جاء على لسان جبران عندما سئل عن المعلم فقال: «إن المعلم الحقيقي هو الذي يهدي المتعلم إلى باب حكمته». وقد تناولتُ العبارة شرحاً وتفصيلاً، والتي تقضي بأن يبذل المعلم جهده في كشف أسرار قلب المتعلم، وقد أبدى الجميع استحسانهم للفكرة وما يمكن أن نجنيه من ثمار تطبيقها.


ومن التشبيهات البديعة التي ينبغي أن يدركها المعلم ويلهمها طلابه، ما أشار إليه «فيثاغورث» في تشبيهه للعالم بالألعاب الأولمبية، حيث يرى الناس فيها فئات وأنواعاً، فمنهم المشارك الذي يهدف إلى الربح، ومنهم المخاطر الذي يسعى وراء المجد، ومنهم المكتفي بالمشاهدة والتشجيع؛ ففي أي الأماكن تحب أن ترى طالبك؟.


إن وظيفة المعلم الماهر تشابه وظيفة الرقيب الفيلسوف، الذي يعرف فن سبر أغوار القلوب، حيث يرى في أعين طلابه ما يكوّنون من انطباعات مما غُرس في نفوسهم من مبادئ وقيم ومفاهيم مختلفة.. إنه يفض لفائف وجدانهم ليرصد ما خُط فيها من آثار تبقى ما بقي المتعلم واعياً لمعاني الحياة.