الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

احذر الكذب.. قولاً وفعلاً

احذر الكذب.. قولاً وفعلاً
ياسر محمد عطية الرئيس السابق بنيابة استئناف أبوظبي

الكذب من أخطر الرذائل، لأنه يُزيف الحقائق، ويُجمّل القبح، ويُزيّن الفحشاء والمنكر، وهو داء خطر، ما أصاب أمة إلا أتى على حـضارتها، وأشاع الفساد في مجتمعها، كما أنه يقف وراء كثير من الجرائم التي يرتكبها الإنسان، ابتداءً مـن الشتم والسب وانتهاءً بسفك الدماء.. ويكون الكذب في الأفعال كما في الأقوال، فقد يفعل الإنسان فعلاً يوهم به حدوث شيء لم يحدث، أو يعبر به عن وجود شيء غير موجود، وذلك على سبيل المخادعة بالفعل، وربما يكـون الكذب في الأفعال أشد خطراً، وأقوى تأثيراً من الكذب في الأقوال.. ومن أمثلة ذلك: ما ذكره الله تعالى لنا من أقوال إخوة يوسف وأفعالهم، إذ جاؤوا أباهم عشاءً يبكون بكاءً كاذباً، وجاؤوا على قميص يوسف بدم كذب، فجمعوا بين كذب القول والفعل.

ومن صور الكذب خلف الوعود والعهود وعدم الوفاء بها، وهذه الصورة أصبحت رائجة، فإنك تجد من يطلق الوعود يمنة ويسرى غير مبالٍ بما تفوه به، ويكون من أسباب ذلك إما تحقيق مصلحة شخصية أو محاولة السمو بشخصيته ليعطيها قدراً من الأهمية.


فاحذر الكذب وإطلاق الوعود، وإذا وعدت فأوفِ العهد، ذلك لأن الإسلام يحرم الكذب حتى لو كان مزحاً، فقد روى عبدالله بن عامر بن ربيعة «دعتني أمي يوماً ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، قاعد في بيتنا فقالت: ها تعالَ أُعطيك، فقال لها رسول الله، صلَّى الله عليه وسلم، وما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمراً، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو لم تعطيه شيئاً كُتبت عليك كذبة».