الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أرض العنفوان.. بلا «صباح»

أرض العنفوان.. بلا «صباح»
ميرا عبدالعزيز مهندسة ـ الإمارات

انقطع بث القنوات والإذاعات في عصر يوم التاسع والعشرين من سبتمبر الفائت، إعلاناً للحداد وتنكيس الأعلام، لتصبح الكويت يتيمة، هادئة، صامتة من هول الفاجعة.. لقد فقدت صباحها.. صاحب الوجه البشوش، أمير الإنسانية، الشيخ صباح الأحمد آل صباح.. «ما أوجع الأوطان بلا آباء».

لطالما رددنا: «إنها ليست كويتاً وكفى» وهي كذلك، فالكويت هي الحنين الأول.. تمشي على أرضها، فتراقب خطواتك، وتشعر بالحنين لخطى الأجداد، فيتراءى لك المكان نفسه قبل سنوات بعيدة، فتسأل نفسك: أيكون جدي قد ضحك هنا؟


ربما نادى صاحب البقالة في هذا الحي الصغير الأطفال ليوزع عليهم الحلوى، لأنه تلقَّى خبر نجاح ابنه المبتعث في ذلك الوقت... الكثير من القصص في رأسك، هي هكذا الكويت تحيك لنا الحكايات المصحوبة بالشوق.. الشوق لشيء بعيد يحس ولا يرى.


فالكويت هي كوب الشاي في «المباركية»، وهي مجد أبراج التحرير، وضحكات الحضور في المسارح الثقافية، والكويت أيضاً هي: إحياء ليالي الفن في فبراير.. هي شعورك الذي يعيدك إليها كلما شغلتك الحياة لتردد «واحشني شوف الكويت».

والكويت هي اجتماعات العائلة في «الياخور» لقضاء الإجازة، وأمسيات الشاعرة الدكتورة «سعاد الصباح» عندما قالت في قصيدتها «وردة البحر»:

كويتُ، كويتْ

موانئ أبحر منها الزمان

وواحة حبّ وبرُّ أمان

وشعب عظيم

وربّ كريم

وأرض يسيّجها العنفوان.

إلى أرض الكويت الحبيبة، أقول: ما أصعب أن يغدو الوطن الذي يعطينا صباحاً بلا صباح... كوني كما عهدناك دائماً «على جبينك طالع السعد» رغم صعوبة الفقد وألمه.
إلى الأهل والأصحاب في كويتنا الحبيبة: نحن كالجسد الواحد فمصابكم مصابنا.. عظم الله أجركم وأجرنا في فقيدنا.